من محاسن العلاقات السياسية والاقتصادية أنها تمنح الشعوب قيمة للإنسان في الزمن الاجتماعي والاقتصاديات وتجعل من الدول منظومات حضارية واسعة ويثمر الموقف من تلك العلاقة حينما تتوحد تلك الصلات بين الدول من جهة وسائلها، وتاريخها ويتشكل في ظلها الوعي الوطني والثقافات وأشكال متعددة من الرؤى السياسية وهكذا يكون إسهام الحضارة في التاريخ العالمي.
ومنذ 28 عاماً زار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الصين، مؤسساً لعلاقة استراتيجية بين البلدين، فالإرادة السياسية للإمارات العربية المتحدة هي تعميق الطابع الدبلوماسي والاقتصادي والتجاري استجابة إلى ثقافة تبادل المصالح مع البلدان الحليفة وقد أينعت ثمارها لاحقاً وجنت الدولة مكاسب تلك الرحلة الميمونة في علاقات اقتصادية وتجارية فريدة أدت إلى التجدد والاستمرار أكثر من ثلاثة عقود.
إنها معرفة بالماضي وفعل تاريخي أزلي ومعاصر لا يعزل الأحداث عن استمرارها، ولا شك أن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للإمارات محل تقدير لأهمية هذه الزيارة ومكانة الصين كقوة عالمية من الدرجة الأولى، والعمل على تعزيز هذه العلاقات عبر البعد الثقافي أمر مهم جداً ليأتي إطلاق الأسبوع الإماراتي الصيني الذي يجسد العلاقات الثنائية بين البلدين والاعتماد على استراتيجية القوة والتفوق.
فالصين قوة بشرية واقتصادية هائلة وجميع الأسواق العالمية فُتحت أمامها، وحسب خبراء الاقتصاد فإن بكين بعثت أكثر من 4400 مؤسسة للاستثمار في الخارج وكان حجما الاستثماروالنجاح كبيرين.
ويفضي بنا هذا النفوذ إلى تدفق أموال الاستثمار الصيني، والتنسيق مع الزمن والإمكانيات والوسائل والأهداف ككل مع الغرب والشرق وتتعامل مع حضارات متعددة مختلفة في مابينها وهي اليابانية والهندية والإسلامية والغربية والأمريكية اللاتينية والأفريقية، لأنها الفضاءات السياسية الكبرى التي يجد فيها الفرد معنى التوازن وما تقدمه للحفاظ على المركز الأول وتعزيز قوتها الاقتصادية والعسكرية.
بل تستنطق الحقائق الساكنة مؤكدة أن الصراع بين الغرب وبقية العالم بدأ يرجح لصالح آسيا نظراً إلى الازدهار المتصاعد للاقتصاد الصيني ومد الجسور بين السياسة والاقتصاد لصالح التجارة، وأيضاً إلى التزايد الديموغرافي السريع للسكان المسلمين، ولها دور مؤثر في استقرار الاقتصاد والسلام وسينقلون مهاراتهم عصراً بعد عصر للأجيال المقبلة.
m.shareef@alroeya.com