كيف تتعامل المجتمعات مع أخطاء الأفراد؟ جواب السؤال هو في رأيي أحد مقاييس تحضر الأمم والأفراد، وفي أيامنا هذه يمكننا معرفة ذلك بالنظر إلى ردود فعل الناس على أخطاء الآخرين في الشبكات الاجتماعية، هذه الشبكات أصبحت جزءاً مهماً من حياة الناس وتواصلهم حول العالم ولها أثر على من يشارك فيها، لذلك أرى أن من يبتعد عن هذه الشبكات يوفر على نفسه كثيراً من الصداع ولم يخسر شيئاً.
في الأيام القليلة الماضية شارك الناس مقطع فيديو في طائرة قبل إقلاعها، معظم الركاب اختاروا مقاعدهم وهناك رجل واقف يحاول إدخال حقيبته في المكان المخصص للحقائب فوق المقاعد، من الواضح أن الرجل لم يكن يفكر من محاولته لإدخال الحقيبة، كان عليه فقط أن يضعها بطريقة مختلفة قليلاً، أمر واضح للجميع، انتهى مقطع الفيديو بوصول المضيفة ومساعدتها للرجل وضحكة ساخرة من مرافق لمن كان يصور مقطع الفيديو.
كان هناك كثير من ردود الفعل الساخرة ومن لغات كثيرة، العرب لهم نصيب كذلك، التنمر الذي كان يمارسه البعض في المدارس وجد مكاناً له في الشبكات الاجتماعية ويستخدم التقنية الحديثة، بما أن أكثر الناس لديهم أجهزة ذكية قادرة على تصوير مقاطع فيديو عالية الوضوح سيستخدمها هؤلاء في الخير والشر.
مشكلة أخرى في مقطع الفيديو وهو التطفل على الرجل واستخدامه لكسب نقاط وهمية في عالم مشاهير الشبكات الاجتماعية، نعم هو في مكان عام لكن هل هذا يعطي الحق للآخرين في تصويره واستخدامه كمادة للتسلية؟ الأمرو صل لصحف ومواقع مختلفة ولم يعد محدوداً بفرد واحد يتابعه قلة من الناس، لو أن الفرد شارك المقطع بين مجموعة صغيرة من أصدقائه لربما هان الأمر لكنه شاركه مع العالم.
من ناحية أخرى، كانت هناك ردود ضد من صور مقطع الفيديو وضد تصوير الناس في أماكن عامة بدون موافقتهم، هناك من دافع عن الرجل صاحب الحقيبة، قد يكون مرتبكاً وكثير منا جرب هذا الشعور، عندما تنظر أعين الناس نحوك فليس من المستغرب أن تشعر بالقلق والخوف، بدلاً من تصويره كمادة للسخرية قدم مساعدة.
التعامل مع أخطاء الآخرين يعطينا صورة عن مدى تحضر الناس، هناك من يسخر ويشير بأصابعه ويضحك من صاحب الخطأ، وهناك من يشعر بالتعاطف مع صاحب الخطأ ويحاول مساعدته أو على الأقل فهمه دون الحكم سلباً عليه، كلنا بشر وكلنا نخطئ، ولا أظن أن أحدنا يريد من الآخرين سخرية.
a.muhairi@alroeya.com