قبل أسابيع قرأت خبراً عن مفاوضات إيرانية - إسرائيلية في دولة ثالثة، وكان ملفتاً النفي الإيراني العصبي لذلك الخبر.أخيراً، صرح في فيينا الرئيس الإيراني حسن روحاني: «الإيرانيون أنقذوا اليهود في بابل، ولدى إيران - اليوم - علاقات وثيقة وجيدة جداً مع يهود العالم». وبعد التصريح الرئاسي فاجأتنا «صدفة» ملفتة، نتنياهو في موسكو، ومستشار خامنئي (علي ولايتي) أيضاً،واستقبلهما بوتين على التوالي.هذه المشاهد المتسلسلة تعبر عن صورة واضحة، هناك مفاوضات إيرانية - إسرائيلية بوساطة روسية، وقمة هلسنكي المرتقبة بين الرئيسين ترامب وبوتين ليست بعيدة، فالعرض الأمريكي واضح هو الآخر: المطلوب من موسكو إخراج إيران من سوريا مقابل رفع العقوبات ومباركة نفوذ روسيا ومصالحها في دمشق، وعلى الصعيد الإيراني، على طهران تنفيذ 12 شرطاً، منها إيقاف مشروع الصواريخ الباليستية والتوقف عن انتهاك سيادة العراق والتوقف عن دعم الميليشيات الإرهابية المسلحة.كل ما سبق يشير إلى أن هامش المناورة الإيرانية أصبح محدوداً ومميتاً، خصوصاً مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في طهران نتيجة الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي وحظر الصادرات النفطية الإيرانية.الطريف أن الأبواق الإيرانية في المنطقة تهدد باحتلال إسرائيل، وتتهم زوراً دول مكافحة الإرهاب ببيع فلسطين، وهذه تغطية على انكشاف طهران وأزمتها التي يمكن أن تنفجر في أي لحظة.a.adnan@alroeya.com