ريم الشامي

عودة الدب الروسي

ربما لم يكن أحد من أنصار المنتخب الروسي قبل عام فقط من الآن، راضياً عن ما يقدمه منتخب الدب الروسي تحت قيادة المدرب الوطني ستانيسلاف تشيرتشيسوف، خصوصاً بعد الأداء المتواضع ضمن بطولة كأس القارات التي استضافها على أرضه، إلا أن ما أظهره رفاق الحارس إيغور أكنفييف في نهائيات كأس العالم الأخيرة غيّر رأي الجميع في المدرب الروسي. وتحول الرجل، الذي كان يتعرض لانتقادات حادة، إلى بطل قومي بعد قيادته المنتخب الروسي لربع نهائي كأس العالم وعلى حساب المنتخب الإسباني في إنجاز غير مسبوق، بل اقترب من تكرار الإنجاز الأفضل في تاريخ الكرة الروسية عندما حقق المركز الرابع في النهائيات عام 1966، لولا معاندة الحظ في الركلات الترجيحية أمام المنتخب الكرواتي. ويرى تشيرتشيسوف أن بلاده نجحت في الوصول لهدفها في كأس العالم، على الرغم من ضياع حلم الوصول لمربع الكبار، مؤكداً في حوار لصحيفة «سبورت أكسبريس» الروسية وينقله الرياضي العالمي تالياً، أن البطولة تعد نقطة انطلاق لعودة الدب الروسي للمنافسة على البطولات الكبرى في المستقبل. لنبدأ من مباراة كرواتيا أين اختفيت عقب ركلات الترجيح؟ - كالعادة، كنت أنتظر اللاعبين في غرفة الملابس، ودائماً ما أفعل ذلك، لكن هذه المرة فقط لاحظت وسائل الإعلام الأمر، فبعد الفوز على إسبانيا مثلاً لم أرَ احتفالات اللاعبين، وعقب مباراة كرواتيا لم أرد أن أراهم حزينين، جئت أولاً، شكرتهم، عانقتهم وغادرت سريعاً لإجراء المؤتمر الصحافي. في مرحلة ما كان هناك اعتقاد بأن المنتخب الروسي يستطيع الذهاب إلى النهاية؟ - كنّا نهدف إلى هذا من البداية، كما كان الحال في كأس القارات الذي سعينا للفوز به، لكن تكرر الأمر وخلال عامين متتاليين، أعتقد أن هناك عوائق يجب التغلب عليها وعدم الصراخ. لاحظ كثيرون تأثرك داخل الملعب وكنت على وشك البكاء بسبب ضياع حلم الصعود لنصف النهائي؟ - كل شخص لديه مخزن عاطفي خاص به، والعواطف شيء جيد، والأسوأ عندما لا تكون هناك أي عواطف على الإطلاق، وبالنسبة لي إذا صرخ أحدهم بعد الهزيمة، فلا يمكن إيقافه أو مناقشته. كيف كان شعوركم وعشرات الآلاف من الجماهير تحييكم رغم الخروج؟ - لقد حققنا قفزة نوعية في تطوير كرة القدم الروسية وهذا أمر مهم، هناك أشياء محلية وأخرى عالمية، سيكون لدينا بنية أساسية رائعة يجب علينا تطويرها، ولا يمكنك أن تفعل هذا إذا لم تكن هناك لحظة انفجار من الضروري المحافظة على الجو السائد في هذه الأيام. سمعت أن الأطفال في الساحات الآن باتوا يلعبون كرة القدم ويطلقون على أنفسهم أسماء لاعبي المنتخب، وهذا ما كنا نفعله في طفولتنا السوفياتية حيث كنت أدعو نفسي ياشين والأطفال الحاليين يسمون أنفسهم بأكينفيف وشركائه، ربما هذا هو الإنجاز الحقيقي بالنسبة لنا. الجميع داخل المنتخب كان على استعداد للموت من أجل بعضهم بعضاً ما هي الوصفة التي اتبعتها للوصول لذلك؟ - أعتقد أن الإيمان بقدرتنا هو سر نجاحنا. هل أنت مستاء من عدم الإيمان بك من الجماهير قبل بداية المونديال؟ - لا، هناك أشياء لا يفهمها أي شخص، كنا نعرف أنفسنا وما نفعله ولماذا، وفي النهاية مهمتنا هي عدم الإجابة بالكلمات، بل بالأفعال، لذا كان علينا إظهار ما يمكن للمنتخب فعله في كأس العالم. هل قمت بتغيير أي شيء في خططك الأصلية أثناء البطولة؟ - عندما تذهب في نزهة يمكنك تغيير وجهتك بسهولة، لكن في كرة القدم لا بد من حساب كل شيء بدقة، والأخطاء تحدث وتحتاج لتصحيحات أثناء التدريب فمن الضروري تغيير شيء ما، ومن المستحيل أن يتعذب الجميع لمدة ساعة ونصف بلا فائدة لذا نحتاج لمثل هذه التغييرات كل يوم تقريباً. الكثيرون كانوا في حالة ذعر من نتائج المنتخب في كأس القارات والمباريات الودية كيف تغلبتم على ذلك؟ - هذا ما يسمى التجربة والخبرة، كما أنني على قناعة بأننا لم نرتكب أخطاء فنية في كأس القارات بل هو سوء تقدير فقط، وقد توصلنا إلى استنتاجات مفيدة جداً بعدها وفي كأس العالم كانت هناك خطوة إلى الأمام، ولكن يجب علينا تحليل النتائج أيضاً. تخوف البعض قبل البطولة من مستوى اللياقة البدنية مع المدرب فلاديمير بانيكوفا؟ - في رأيي، أن بانيكوفا لم يجد ما يستحقه من التقدير فقد ركض المنتخب كأحد أفضل المنتخبات في كأس العالم، بل كان أفضل مما قدمناه في عام 2008 رفقة ريموند فيرهاجين الذي تحدثوا عنه كثيراً، وأعمال بانيكوفا تتحدث عن نفسها، ومشهودة من خلال طريقة وأداء اللاعبين على أرضية الملعب وقدرتهم على التحمل، كل هذا بدا جلياً في البطولة نفسها. تحدث النجم أرتيم دزيوبا لزملائه في الوقت الإضافي لمباراة كرواتيا هل كان من السهل عليك كمدرب تقبل ذلك؟ - نعم لم يكن لدي أي مشاكل مع ذلك، أستطيع أن أقول إن موقفي من دزيوبا كان وسيبقى هو نفسه، وعندما تحدث إلى اللاعبين قبل الأشواط الإضافية لم أتدخل وتركتهم مع بعضهم بعضاً، فلم يكن هناك ما يقال من قبلي. هل كنت تؤمن بأن ركلات الترجيح ستسير لصالحكم أمام كرواتيا كما حدث في مباراة إسبانيا أم العكس؟ - لم يكن لدي أي من الحالتين كنت هادئاً، هذا يحدث في كرة القدم لذلك حاولنا تحليل كل شيء بهدوء. إذن أنت لا توافق أن ركلات الترجيح تعتمد على الحظ؟ - لا، هذا ليس حظ فأي منتخب لديه حارس مرمى، هناك لاعبون يضربون بامتياز وآخرون لا، إضافة للحالة النفسية الخاصة بهم، لكن الحظ هو أن ترمي قطعة نقود معدنية لترى على أي الجانبين تقع ما عدا ذلك مسألة مهارة وحالة. عقب المونديال هل تنوي الاستمرار مع المنتخب؟ - لا أريد أن أتحدث عن المستقبل الآن.

أخبار ذات صلة