الترجمة تمنح القوة والجماهيرية لروايات ونصوص أدبية هشة
رأى كتاب وروائيون أن حنكة الترجمة تمنح روايات ونصوصاً أدبية هشة القوة والجماهيرية، إذ تكتسب بعض الكتب والروايات والنصوص الأدبية جماهيريتها وقوتها وتماسكها، ليس من المضمون الأصلي، بل من ترجمتها إلى لغات أخرى.
وقالوا إن بعض المترجمين يميلون إلى اختزال النصوص، كي تلائم خصوصية اللغة المترجمة إليها، فتبدو أكثر قوة وجمالاً لغوياً.
وأفاد الكاتب والقاص الإماراتي إبراهيم مبارك، بأن بعض النصوص المترجمة تكون أقوى من النصوص الأصلية، مرجعاً السبب إلى حنكة المترجم، لا سيما إذا كانت النصوص الأصلية باللغة العربية تحمل هشاشة وضعفاً في الكثير من الأحيان، عند إتمام عملية الترجمة تصبح أكثر قوة من خلال عملية الفلترة أو انتقاء الكلمات القوية، وكتابة النص برؤية جديدة.
وأضاف «هذا يحيلنا إلى أن جملة (المترجم خائن) غير صحيحة في بعض الأحيان، بعد أن اتُهم البعض المترجمين بتحريفهم للنصوص، وبترهم الأفكار عبر الترجمة الركيكة التي تضعف النص الأصلي».
بدوره، أوضح المشرف على المناشط الثقافية والفنية في مركز ثقافي عجمان إبراهيم العوضي، أن المترجمين يتدخلون بأنفسهم في عملية الصياغة اللغوية وتقوية أفكار النص الضعيف، وهو فعل ينافي مصداقية عملهم كمترجمين، والذي يلزمهم بنقل الأفكار كما هي من دون أي تعديل أو تغيير.
ورأى أن الكثير من الأعمال الروائية والشعرية العربية تتسم بالاستطراد، الذي يبتعد عن الاختزال الفكري للجمل والأفكار المطروحة في النص المكتوب، ما يدفع المترجم إلى نقل النص بشكل يلائم ثقافة اللغة المترجم إليها، من حيث الاختصار والسلاسة في عرض الفكرة.
وذكر العوضي أن نقل المترجم للنصوص بشكل أوضح يبرز في ترجمة الكتب الفكرية والفلسفية المعقدة، فالكثير من المفكرين الألمان يلجأون إلى مؤلفات مواطنهم هيغل الفلسفية المترجمة بالفرنسية لأنها أكثر وضوحاً.
أما مترجمة النصوص الأدبية نادية حسان، فأكدت أن عملية النقل وترجمة النصوص من لغة إلى أخرى، خصوصاً الشعر، من أصعب الترجمات، وشبه مستحيلة بالنسبة للمترجمين، مبينة أن الترجمة لا يمكن أن تكون حرفية بل تستند إلى إيصال روح النص من خلال خلق قصيدة من لغة إلى أخرى بروح مفهومة.
وعلى الرغم من دور الكاتب المهم في تصحيح النص، إلا أنه على المترجم أن يتقيد بعدد من المحاور، أبرزها أن يدرك أنه لا يملك حرية تفسير النص؛ حتى لا تنتهي كل النصوص إلى رؤى متعارضة ومختلفة مع رؤى كاتبها الحقيقي.
وتطرقت إلى وجود صعوبات فنية عدة في عملية الترجمة، تتمثل في إعادة تجسيد القصيدة في الشكل الأصلي نفسه لاختلاف ماهية اللغات، خصوصاً إذا كان لكل منها لغة تنتمي إلى جذور لغوية متباينة، مثل العربية أو الروسية، ما يجعل إعادة وضع الشكل الشعري عملية صعبة جداً، لذلك يجب الاكتفاء بمحاولة إعادة تجسيد النص الشعري من جديد.