الزاوية : على فكرة
فرغت للتو من كتاب الأديب البحريني خالد البسام «البحرين تروي»، وكان البسام قد غادرنا إلى جوار ربه قبل ثلاث سنوات عن 60 عاماً، لذا ندعو له بالرحمة والغفران.
ترك البسام للقراء العرب نحو 20 كتاباً، ومثل نهجه نسيجاً خاصاً جمع بين التأريخ والأدب، فضل البسام أن يكتب عن تاريخ الناس لا عن تاريخ النافذين، عن التفاصيل الصغيرة والمنسيات لا عن القرارات الكبرى، ويحسب له تحويل التاريخ من سرد جاف إلى أحداث حية من روح ولحم ودم.
تميز البسام بحبه للخليج كله، فعلى الرغم من تركيزه على البحرين في نتاجه إلا أنه أبحر بقلمه ليرصد ويروي قصص الخليجيين، وأهمية كتب البسام أنها تؤكد أصالة الثقافة الخليجية وعمقها، وأن هذه الأرض لم تكن يوماً هامشاً، وإنما دائماً في مركز الأحداث.
قبل أكثر من عقد من الزمان بدأت قصتي مع قلم البسام حين قرأت كتابه الأخاذ «يا زمان الخليج»، وبعد ذلك أصبحت ملاحقة إصداراته متعة لا تضاهى.
من أهم مؤلفات البسام: «ثرثرة فوق دجلة»، «خليج الحكايات»، «مرفأ الذكريات .. رحلات إلى الكويت القديمة»، «صدمة الاحتكاك .. حكايات الإرسالية الأمريكية في الخليج»، «شخصيات بحرينية»، «حكايات من البحرين» و«نسوان زمان».
قبل وفاته وجه البسام نصيحتين إلى المثقفين العرب، الأولى أنهم لا يصلحون للسلطة، وعليهم التصرف على هذا الأساس، والثانية احترام القارئ وعدم التعالي عليه، فليتهم يتعظون. a.adnan@alroeya.com