اعتبر فريق علمي من الباحثين الأمريكيين الإحساس السريع بالملل من الأشياء والمواقف، علامة واضحة على ذكاء الشخص ونظرته الثاقبة للحياة.
ويرى الباحثون أن الأشخاص الذين يتمتعون بنسبة عالية من معدل الذكاء هم أكثر عرضة للإصابة بالملل، لأنهم غالباً ما يقدّرون الأشياء الجديدة، ويتمتعون برغبة أكيدة في التغيير والانتقال من وضع إلى آخر، لتجريب مغامرة جديدة، حسب تقرير لموقع سبرينغ البريطاني.
واعتبر العلماء أيضاً أن الأشخاص الأكثر ذكاء هم الأكثر انجذاباً للمغامرات والابتعاد عن الروتين وتنويع الحياة وممارسة مجموعة من الأنشطة اليومية الهادفة التي تعود عليهم بالنفع وتخرجهم من دوامة الملل والقنوط.
وفسر الباحثون السبب بأن الأشخاص الأذكياء ينجذبون إلى التجديد، ولا يخافون من تجريب المواقف المتغيرة من حين لآخر، ما يسهم في إثراء تجاربهم في الحياة وفتح آفاق جديدة أمامهم، سواء تعلق الأمر بالدراسة أو العمل أو حتى اختيار الأصدقاء.
وأكد أحد الباحثين، انطلاقاً من البيانات المتوافرة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، أن الأطفال الأكثر ذكاء كانوا أكثر عرضة للانتقال بين المواقف والوضعيات وعدم الثبات على وضعية بعينها، ما يفسر إحساسهم بالملل ورغبتهم الحثيثة في الانتقال إلى عوالم جديدة تغذي إحساسهم بالنشوة والرضى عن الذات.
واستخدم العلماء استبياناً لـ 12686 شخصاً في الولايات المتحدة جرت مقابلتهم للمرة الأولى في عام 1979، وجرى تتبعهم حتى يومنا هذا، حيث أظهرت النتائج أن كثيراً منهم مالوا إلى تجريب مواقف مغايرة وانتقلوا من نمط حياتي إلى آخر، وبالتالي فالأشخاص الأكثر ذكاء يقدرون التجديد بشك واضح.
ويميل الأشخاص الأكثر ذكاء إلى أن يكونوا أفضل في ضبط النفس وتغيير المواقف، وبالتالي قد يكونون أفضل في الحد من استهلاكهم للمواد المسببة للإدمان بسبب إحساسهم بالملل من الأشياء. ويتناسب هذا مع بحث سابق وجد أن الأشخاص الذين لديهم نسبة ذكاء عالية ينتقلون من وضعية إلى أخرى بغرض الترفيه والتنويع، ويبحثون بشكل مستمر عما يجدد حياتهم ويضخ فيها دماء جديدة.