انتهت قمة منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في هدوء، بعد عاصفة من التوتر سادت أعمال القمة منذ اللحظة الأولى لبدايتها.
بحسب المراقبين، مرت العاصفة بسلام بعدما قدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رؤيته، واختتمت القمة بضرر محدود على الأقل في المدى القصير يقضي بتعزيز حلف الناتو، بعدما شابتها العديد من التهديدات بالتحول إلى دراما حقيقية في العلاقات الأوروبية الأمريكية. ووفقاً لافتتاحية صحيفة لوموند الفرنسية، كان الأوروبيون مستعدين لدفع المزيد من أجل الدفاع عن هذا الحلف، لذا أعادت واشنطن التأكيد على التزامها العسكري تجاه حلفائها التاريخيين، غير أن الإشكالية الكبرى تكمن في أن هذه الاتفاقات قد تمت في مناخ من الشك.
وبشكل عام، بات واضحاً أن الثقة بالحماية الأمريكية قد أضحت موضع مساومات على حساب العلاقات التاريخية التي يعتقد اليوم أنها غير ملموسة بوضوح.
ومن جهة، تزايدت التهديدات وتوجيه الملاحظات الأمريكية الحادة خصوصاً إلى ألمانيا، المتهمة بأنها سجينة الروس بسبب اتفاقات الطاقة مع موسكو، ليعود بعدها الرئيس الأمريكي إلى الاجتماعات الرسمية لمصلحة استدامة العلاقة عبر الأطلسي. في المقابل، التزم الحلفاء على مضض بتقاسم عبء دفاعهم، ليس من بداية انتخاب دونالد ترامب، بل من عام 2014، حينما وعدت بتكريس 2 في المئة من بعض الناتج المحلي الإجمالي قبل عام 2024. ويجب الاعتراف هنا بأن الفضل الرئيس يعود إلى فلاديمير بوتين وليس لترامب.
لأن الرئيس الروسي من خلال التدخل في أوكرانيا، جعل الأوروبيين يدركون أن اختفاء حلف وارسو لم يضع نهاية لجميع التهديدات التي يتعرض لها الشرق، أما الرئيس الأمريكي فإنه يربح بأسلوبه نتائج فعالة داخلياً، لكنها تترك آثاراً سيئة على الحلفاء. وختمت لوموند بأن الاتفاق في نهاية قمة الناتو لا يعني أن الغموض قد تبدد تماماً تجاه مستقبل الحلف، فالربط بين التجارة والدفاع لا يثمر عنه تحالف عسكري قوي يقوم على المبادئ والتاريخ، وتقاسم القيم والمصالح المشتركة.