الزاوية: على فكرة
أنتمي إلى جيل لم يسمع أخباراً جيدة عن أفغانستان، إذ انتقلت من الاحتلال الشيوعي إلى الاحتلال الإسلاموي، ومنه إلى الفوضى الجارفة.
عانت أفغانستان من موقعها باعتبارها نقطة صراع بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية، خرج السوفييت ثم تصارع «المجاهدون»، جاءت حركة طالبان واستولت على البلاد وأغرقتها في ظلام دامس وشامل، استضافت تنظيم القاعدة وزعيمه وحولت البلاد إلى مركز تصدير للأفيون والإرهاب، حاولت الولايات المتحدة أن تضع حداً للشر بعد أحداث سبتمبر 2001، لكن الدولة المستولدة فشلت أو تعثرت، فأفلت القاعدة وصمدت طالبان للأسف.
يرقد الملك محمد ظاهر شاه في قبره باكياً ومبتسماً، شهدت أفغانستان في عهده (1933 ـ 1973) نهضة عمرانية وسياسية وتعليمية وحضوراً دولياً راقياً، لكن للتاريخ أحياناً قناعات غير مفهومة، انقلب ابن عم الملك (محمد داود خان) على العرش ودمر الملكية والبلاد، يومها كان الملك في رحلة علاجية إيطالية وسلم بالأمر الواقع، حاول الشيوعيون إعادته إلى الحكم أواخر السبعينات لكنه رفض، ولم تعرف بلاده خيراً لا بعد رحيله عن السلطة ولا بعد رحيله عن الدنيا عام 2007. مما بقي من عهد الملك صور للأكاديمي الأمريكي بيل بودليش تظهر بلاداً حالمة وواعدة، ونشرت دكتورة مي الربيعي في العام المنصرم كتاباً جامعاً عن دار الحكمة يروي قصة أفغانستان قبل الضياع، والجدير بالأفغان قبل غيرهم مطالعة الصور والكتاب.
a.adnan@alroeya.com