بدأت أنظار المصنعين والمستثمرين الأوروبيين تتجه في السنوات القليلة الماضية صوب أمريكا الجنوبية، مثلما يحدث في مدينة لاباز عاصمة بوليفيا، التي تتألق بفعل هذا الاهتمام الاستثماري الكبير بهذه المنطقة من العالم.
وتعد لاباز واحدة من أجمل مدن قارة أمريكا الجنوبية، بطبيعتها التي جعلتها محاطة بمجموعة كبيرة من الجبال، والهضاب المرتفعة، ووجودها على ارتفاع 3650 متراً فوق مستوى سطح البحر. اليوم تحمل لاباز لقب سيدة التلفريك الحضري في العالم، حيث يتنقل به أكثر من مليون ومئتين وخمسين ألف نسمة، في سابقة تعد الأولى في العالم من جعل التلفريك وسيلة التنقل الرئيسة داخل المدينة، فيما اقتصر استخدامه دائماً على محطات التزلج الجليدي، أو الوصول لبعض المناطق السياحية في بقية بلدان العالم.
وفقاً لصحيفة لوموند الفرنسية، فإن اليوم السبت سيكون استثنائياً في لاباز، حيث تستعد العاصمة الإدارية لبوليفيا لافتتاح الخط السابع للتلفريك الحضري، والذي سيكون أسرع من الخطوط السابقة ويرتبط بثلاثة منها.
هكذا ستغدو المدينة التي بدأت خطتها الجديدة للتنقل اليومي في 2014 عاصمة العالم للتلفريك الحضري، لتحل مشكلة ما يقرب من نصف مليون شخص يغادرون يومياً للعمل عبر حافلات صغيرة ملونة تعلو عن حركة المرور التقليدية بكل اختناقاتها. ولفتت لوموند إلى أن تنفيذ هذه الأعمال موكل لأحد أشهر المجموعات النمساوية المتخصصة، فيما تتولى الإدارة شركة فرنسية، لتغدو لاباز مرجعاً عالمياً لمصنعي السيارات الكيبلية. فيما تتسابق الشركات الأوروبية المصنعة للعمل في القارة الجنوبية نظراً لقلة التعقيدات الإدارية بها.
فعلى بعد 4000 كم شمالاً من لاباز، بدأ العمل على قدم وساق كي تخترق مركبة التلفريك «ميديلين» مناطق الأحياء الفقيرة في كولومبيا، لترتبط بوسط المدينة عبر خمسة خطوط بواقع 350 كابينة تنقل برعاية شركة بوما الفرنسية.
وختمت لوموند بأن المصنعين داخل أمريكا الجنوبية لا يواجهون القيود الإدارية الموجودة في بقية العالم، حيث يتم اتخاذ القرارات مباشرة من أعلى السلطات في الدولة، لذا تتسابق الشركات الفرنسية والسويسرية خاصة والأوروبية عامة على هذا السوق تحديداً.