بولا نوفل وأميرة سيد

منك المال ومنها العيال.. مثل شعبي درجنا على قوله لكل اثنين مقبلين على الزواج سرعان ما شكل غاية ترسخت في العقل الباطني لدى الكثيرين، لتحدد دون إدراك الهدف من هذا الارتباط المقدس هو تكوين الذرية رغم تعدد الأهداف السامية للزواج والتي على رأسها تأسيس أسرة سعيدة أساسها الزوجين قبل الأولاد «زينة الحياة الدنيا».وبعد بضعة أشهر من الزواج يبدأ القلق يسري في هذه العلاقة إن لم يحدث الحمل عند البعض، نتيجة قلة الوعي بين الزوجين أو لضغوط الأهل ونصائح الأصدقاء في المجالس بتسريع العملية لضمان نجاح العلاقة من أولها، وهو بطبيعة الحال تفكير خالٍ من الحكمة.هذه الأمور لربما تدفعنا إلى النظر لمسألة تثقيف المقبلين على الزواج من حيث الإنجاب وعمليات الخصوبة وكل ما يؤثر فيهما سواء نفسياً أو جسدياً أو اجتماعياً، لتأتي الحملات التوعوية في مقدمة الحلول وتغيير النظرة المجتمعية والأسرية للعقم وتأخر الحمل، وهو أمر يشهد تحسناً ملموساً في السنوات القليلة الماضية مقارنة بعقود مضت إلا أنه ما زال موجوداً كشبح يخيم على نسيج بعض الأسر ويحدث شرخاً فيها ويؤدي إلى الطلاق في بعض المجتمعات.هنا في دولة الإمارات تنظر الجهات المعنية إلى مشكلات الإنجاب والخصوبة بشكل جدي وعملي وسط توافق ذلك مع رؤية الدولة 2021 التي يقوم أحد محاورها الوطنية على تكوين أسر إماراتية متماسكة ومزدهرة.ولعل من الخطوات العملية الملموسة في هذا الجانب التشجيع على زيادة عدد المواليد، وجهود لحل المشكلات التي تواجه الإنجاب، ومنها النفسية المتعلقة بطبيعة العلاقة بين الزوجين وذويهم كتغيير ثقافة بعض الأزواج بعدم إنجاب أكثر من طفلين أو تأخير الإنجاب عمداً، ما يؤثر على خصوبة المرأة، والمؤثرات الأخرى كالتدخين ومشكلات السمنة أو العوامل الصحية والجسدية لدى الرجل والمرأة.وكل هذه المسائل لربما تستدعي النظر إلى أهمية وجود دراسات وأبحاث دورية حول أسباب عدم الإنجاب لمعالجتها، ومواكبة التطورات والوسائل الطبية في هذا المجال وسط وجود مراكز متخصصة متعددة في الدولة توفر خدماتها في مجال الإخصاب والحقن المجهري وتجميد البويضات وأطفال الأنابيب ومعالجة أمراض العقم وغيرها.وبالنظر إلى تلك المراكز والتي أغلبها تندرج تحت القطاع الخاص تظهر الحاجة إلى وجود مراكز وطنية مؤهلة تقدم خدماتها للمواطنين وتيسر عليهم، كون عمليات كهذه دائماً ما تكون باهظة ومرهقة وتمنع البعض من المضي قدماً نحو رحلة العلاج فيبقى الأمل معلقاً .. ولربما في القريب العاجل سنشهد خطوة تشريعية مهمة في هذا السياق.m.alraeesi@alroeya.com

أخبار ذات صلة