متى يدرك نظام ولاية الفقيه في إيران الحقيقة؟ وأن تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الخليج يصب في مصلحة شعبه أولاً، وإلى متى سيبقي على سلاح التهديد مشرعاً، وهل يستطيع الصمود أمام الضغوط الدولية في وقت تشهد فيه عملته انهياراً ووضعه الاقتصادي تدهوراً؟
تلك هي المشكلة الأهم التي ذهب من أجلها الرئيس الإيراني حسن روحاني للعواصم الأوروبية مستجدياً تارة الإبقاء على وارداتها من نفط بلاده، ومهدداً تارة أخرى بوقف تصديره من كل منطقة الخليج، وهو الأمر الذي أكّده قائد «فيلق القدس» بالحرس الثوري قاسم سليماني. ولم يتوقف روحاني عند ذلك بل أبلغ مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن إيران قد تخفض تعاونها مع الوكالة، ملقياً باللوم على الرئيس الأمريكي ترامب، فيما وصفه «بالوضع الجديد». وفي إطار التهديد الإيراني للأوروبيين جاءت أيضاً تحذيرات وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي الذي قال «إذا أغمضنا عيوننا 24 ساعة، سيذهب مليون لاجئ إلى أوروبا عبر حدودنا الغربية من خلال تركيا، مشيراً إلى أنه بالإمكان تهريب نحو 5000 طنٍّ من المخدرات إلى الغرب. ولقد أحسنت الإدارة الأمريكية صنعاً حينما جاء ردها سريعاً وحاسماً من خلال تعهد جيشها بالإبقاء على المسارات الملاحية في الخليج العربي مفتوحة أمام ناقلات النفط، حيث قال الناطق باسم القيادة المركزية في الجيش الأميركي «إن البحرية الأمريكية وحلفاءها في المنطقة متأهبون لضمان حرية الملاحة وحرية تدفق التجارة وفقاً للقانون الدولي». ومن الواضح أن واشنطن مصرة على تنفيذ عقوباتها ضد إيران ومنع استيراد أي دولة لنفطها بحلول الرابع من نوفمبر المقبل، حتى لو اختلفت جزئياً مع العواصم الغربية المترددة في تأييد هذه الخطوة، فالاستراتيجية الأمريكية الصارمة تجاه إيران لم تأت لمصالح خاصة، بل نتيجة السلوك الإيراني العدائي ضد دول المنطقة وإصرارها على استمرار تدخلها السافر في شؤونها الداخلية. وإذا كانت إيران تدعي أن واشنطن تتدخل في شؤون دول المنطقة، فإن على قادتها أن يخبروا العالم متى سيتوقفون عن سلوكهم السافر في اليمن وسوريا ومن قبل في العراق لفرض هيمنتهم ونفوذهم في المنطقة، وليت هؤلاء يراجعون سياستهم بعد توقيع الاتفاق النووي عام 2015. خلاصة القول.. لن تجدي تهديدات روحاني وسليماني للغرب بوقف تصدير النفط من منطقة الخليج، وعلى قادة إيران العودة لرشدهم ووقف تدخلاتهم السافرة في شؤون دول المنطقة. h.jamal@alroeya.com