روان الخطيب

مطالعة تستكشف المعارف

تتجلى أهمية القراءة الإبداعية في أنها تساعد على تنمية الابتكار لدى الناشئة وتوسعة الأفق وتطوير المهارات الفكرية، ولكنها تتطلب إفساح المجال للمناقشة لتوليد أفكار جديدة، فضلاً عن البحث عن المعلومات والحقائق المذكورة في الكتاب أو الرواية وربط المقروء منها بالواقع، حسب ما أكده اختصاصيان في تنمية مهارات القراءة لدى الناشئة.وقال اختصاصيان إنه على الوالدين توفير بيئة أسرية مناسبة تساعد على تطوير مهارات الطفل الفكرية والمعرفية، إضافة إلى تنمية مهارات دقة التفاصيل لرفع مستوى تفكير الطالب المتفوق لغوياً، ليكون قادراً على التفكير خارج الصندوق وتعزيز القدرة على التخيل.وقال مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج الدكتور عيسى الحمادي إن القراءة الإبداعية تُسهم بشكل فاعل في تكوين شخصية الفرد، فضلاً عن تحفيز الوعي المجتمعي لتحقيق التقدم الحضاري والفكري والمعرفي.وأضاف «تعد القراءة الإبداعية أداة لاستكشاف المعرفة والاتصال بما أنتجه العقل البشري وتحقيق التطور والرقي، وهي ضرورية لاكتشاف نواميس الله في الكون».وعدد الحمادي المهارات الفرعية للطلاقة القرائية منها «اللفظية، الترابطية، الفكرية، والتعبيرية»، موضحاً أن الطلاقة اللفظية تتجلى حينما يذكر الطالب المتفوق لغوياً أكبر عدد ممكن لمترادفات كلمة وردت في نص.بينما يوصف الطالب بصاحب طلاقة ترابطية عندما يذكر أوجه التشابه بين شيئين في النص، أما الطلاقة الفكرية فتكون بتقديم أكبر عدد ممكن من الاستعمالات حول شيء معين في النص.ولفت إلى أن الطلاقة بفروعها الأربعة تتميز بالسرعة في التفكير وصياغة الأفكار والعلاقات بين الأشياء في كلمات وجمل، ما يؤدي إلى رفع كفاءة التفكير لدى القارئ ومهاراته القرائية بشكل إبداعي.وذكر مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج أن تنمية المهارات الفرعية للمرونة القرائية لدى الأطفال تبدأ بالمرونة التلقائية؛ كأن يحول النص من فن أدبي إلى آخر مع الاحتفاظ بالمعنى.أما المرونة التكيفية فتتمثل في أن يرتب الشخص الأفكار ترتيباً يتناسب ورؤيته الشخصية، ما ينتج عنه توليد للأفكار المتنوعة غير النمطية، وتغيير الحالة الذهنية، بحسب الحمادي.وأشار إلى أن تنمية مهارات دقة التفاصيل تتمثل في التفكير التفصيلي والدقيق في الأمور، وهذه المهارة الدقيقة في التفكير ترفع من مستوى تفكير الطالب المتفوق لغوياً، وتجعله واعياً للأمور بشكل متباين في الفهم القرائي بعين فاحصة ومميزة ومدركة.إلى ذلك، أفادت مؤسسة نادي الكتاب المصري للقراءة في الإمارات والمتخصصة في تنمية مهارات القراءة لدى الناشئة أميرة علي بأن هناك العديد من عوامل تنمية مهارات القراءة الإبداعية لدى الناشئة، تبدأ باختيار الوالدين للمواد المقروءة واستخدام الأساليب القصصية والحوارية وأسلوب حل المشكلات، إلى جانب تشجيع البحث والنقاش في نفوس الأطفال، وإفساح المجال لهم في حرية اختيار المادة المقروءة الموضوعية.وشددت على ضرورة أن يوفر الوالدين أجواء وبيئة صافية لدعم القراءة الإبداعية لدى أطفالهم بأسلوب يثير تفكيرهم في المادة المقروءة ويحفز مخيلتهم، فضلاً عن الاستعانة بمصادر معلومات موثقة ودقيقة تقوي من مخزونهم المعلوماتي.

أخبار ذات صلة