عادت العلاقات الأثوبية - الأريترية بعد انقطاع دام أكثر من عشرين سنة، ومن الضروري هنا الربط بين الصلح التاريخي وبين زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي ثم الرئيس الأريتري إلى دولة الإمارات العربية المتحدة واجتماعهما بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.المسافة التي تفصل بين الإمارات وبين أريتريا وأثيوبيا تتخللها بحار وصحارٍ وشطآن وأودية، لكن البعد الأخلاقي للسياسة الإماراتية اختصر المسافات وعالج الخلافات، وكأن الإمارات تؤكد رسالتها إلى العالم: مصلحتنا تكمن في السلام، والهدف هو الوئام.عودة العلاقات الأثيوبية - الأريترية إنجاز يسجل للسياسة الإماراتية الرصينة والحكيمة، والأجمل هو التواضع الإماراتي النبيل، فلا استعراض ولا دعاية في مثل ناصع للإيثار والعمل في صمت وبفعالية.دولة راسخة وناجحة وموثوقة مثل الإمارات، من حقها أن تتباهى بمنجزاتها في الداخل وفي الخارج، ومن حقها أن تعطي الدروس لدول ولدويلات، فارتباط اسم الإمارات بالخير مثار فخر واعتزاز للإماراتيين وللعرب وللمسلمين، أما الدويلة التي ارتبط اسمها بالفتن وبالشرور فيجب أن تذوب خجلاً وعاراً، وتلك نهايتها الحتمية.الاهتمام السعودي بأمن البحر الأحمر، والجهود الإماراتية لإحلال السلام في دول القرن الأفريقي، مضرب مثل جديد للتكامل بين دول مكافحة الإرهاب، ومن أهم انعكاساته منع أي ثغرة يتسلل منها الأعداء باتجاه الأمن الخليجي، وخلق فرص اقتصادية واعدة تحقق المكاسب للجميع.a.adnan@alroeya.com