على فكرة
تمر بنا هذه الأيام ذكرى حرب تموز 2006، التي لم ينتصر فيها حزب الله على إسرائيل، إنما على لبنان وأهله، وحين نعود بالذاكرة إلى تلك الأيام نلحظ أن سبب الحرب الحقيقي لم يكن أسر ميليشيا حزب الله الإرهابية لجنديين أو ثلاثة من إسرائيل، بل ورقة ضغط إيرانية على المجتمع الدولي فيما يخص ملفها النووي.
ما أشبه الليلة بالبارحة، فمع حلول شهر نوفمبر يكون الحظر الأمريكي على النفط الإيراني قد اكتمل في إطار سلسلة من الإجراءات الناجمة عن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، وعليه يجب أن نتابع التطورات السياسية في لبنان بجدية.
إيران تتلقى ضربات موجعة في اليمن وفي سوريا، ووضعها في العراق ليس ضعيفاً، لكنه ليس مستقراً، وعليه لم يبق في حلقتها الإقليمية للتفاوض مع الغرب أو مناوشته إلا جنوب لبنان، حيث حزب الله، وربما لبنان كله.
حين نضع هذا المشهد في حساباتنا سنقف أم احتمالات عدة: قيام حزب الله بتحريك جبهة الجنوب مع إسرائيل، أو الانقضاض على التسوية الرئاسية والإطاحة بالحكومة التي ننتظر تشكيلها هذه الأيام، أو العودة إلى سيناريو الإرهاب الداخلي الذي مارسه محور الممانعة بداية من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري سنة 2005 بما في ذلك احتلال بيروت في 7 أيار 2008.
نتمنى الاستقرار والنجاة للبنان وأهله، لكن الحذر واجب من المؤامرات الإيرانية البشعة.
a.adnan@alroeya.com