معادن ناطقة ومجسمات زجاجية تناطح السحاب بسريالية أمريكية
يحتضن غاليري «أوبرا» للفن التشكيلي في دبي، معرضاً للفنان الأمريكي بابلو أتشوجاري، تحت عنوان «معادن ناطقة»، وتحمل المجسمات الحديدية مزيجاً من الخامات النحاسية والخشبية والزجاجية، لتتجلى عبرها معاني الجمال والبريق المعدني، الذي تحول إلى فن يرتقي بالسرد السريالي للمعاني الإنسانية والدلالات الحسية.ويضم المعرض 11 تكويناً ومجسماً هندسياً، يقدم عبرها أتشوجاري معزوفة فنية ارتأى أن يجعلها ناطقة بصرياً، عبر صقلها على أكثر من هيئة شكلية لتسهيل مهمة التفسير البصري لدى المتلقي.وتروي مجسمات الفنان الأمريكي حكايات العالم برؤية فنية متفردة، وفي مجسم «جميلة النحاس» يتغزل في جمال هذا المعدن الذي اعتبره أنثوياً نظراً إلى لونه الأحمر اللامع الخجول، فجسّده على هيئة خطوط متدلية مثل أوتار قيثارة تشدو حباً وتطرب لموسيقى النحاس.ويحمل مجسم «الشمع الأبيض» مشاهد جمالية للهندسة التشكيلية التي اتبعها الفنان في تصميمه، إذ يبدو المجسم كالشمعة التي تساقطت دموعها، لكنها ظلت صامدة غير مبالية بتآكل أطرافها البيضاء.اقرأ أيضاً .. «فريج الفنون» .. استكشاف عوالم تحفز الصغار على الإبداع الفكريومن الزجاج الأزرق البراق أبدع أتشوجاري مجسم «موعد» محولاً الزجاج إلى لقاء يجمع بين قلبين محبين للحياة، ويتمكن المتلقي من فهم شكل المجسم الذي صمم فيه أجنحة ملائكية، مضيفاً الرخام الأسود كقاعدة للمشهد، ولتدل على أن الحب يقف على أرض صلبة غير مبالٍ بتقلبات الزمن.ويظهر أتشوجاري شغفه بالقراءة عبر مجسم «كتاب» الذي صممه من المعدن المصبوغ باللون الذهبي، وعمل على جعل الكتاب مفتوحاً لإعطاء المتلقي رمزية استيعاب المشهد، وتبدو الصفحات وكأن أوراقها ارتطمت بنسمات الهواء المملوءة بقصص الحب والجمال.ويسرد الفنان الأمريكي عبر مجسم «لصوص» حكاية شخوص يخطفون السلام والأمان، وصممهم من الخشب المصبوغ باللون الأسود، واجتمعوا على قاعدة من الرخام القاتم يخططون لنشر الخراب والدمار.اقرأ أيضاً .. الخميس.. إسدال الستار على المخيم الصيفي لمرشدات الشارقةوفي مجسم «ناطحات سحاب» يتباهى أتشوجاري بجمال الهندسة المعمارية والملامح الجمالية للبينة الخارجية والداخلية للأبراج الشاهقة حول العالم، ويبدو المجسم على هيئة برج من الزجاج الأزرق الفاتح وقمته على هيئة مثلث هندسي معكوس على الأرض.ويجمع الفنان في أعماله مواضيع أخرى غير مقتصر على الحكايات الإنسانية، بل تطرق إلى الطبيعة الخضراء في مجسم «نبتة الصبار»، الذي يبرز فيه موهبته في تحويل الخشب إلى منحوتة فنية تنبض بالحياة.