جورج ابراهيم

نقطة من أول السطر

نحن بطريقة أو أخرى نهدر جزءاً كبيراً من حياتنا في جوانب ليست ذات فائدة أو ليست على قدر من الأهمية، وعلى الرغم من هذا نمنحها مساحة كبيرة من اهتماماتنا، ولا توجد مشكلة في مثل هذا الاهتمام إلا عندما يكون على حساب ما هو أهم عندما يزاحم أموراً أكثر حيوية وجدية، وعليه، نظهر وكأن ميزان الأولويات لدينا فيه خلل، فلا نعرف أن نفرق بين ما هو جدي وملح وما هو انتقائي ويمكن تأجيله، بين ما فيه فائدة وتميز وما هو عادي ولا يقدم ولا يؤخر، الجانب الثاني في مثل هذه المشكلة، وأقصد مشكلة هدر أوقاتنا الثمينة في عدم تقديم ما هو مفيد، هو الاستغراق في الأحلام والأماني بدون أي فاعلية وعمل جدي لتحقيقها، فقد تجد من يخطط ويرسم، وما أن تجلس معه لبعض الوقت حتى يسرد لك قائمة من الأماني ووجهات النظر وما يفكر فيه، ولكنك سرعان ما تكتشف أنها أمانٍ متجردة عن الواقع وبيعدة عنه، بمعنى أنه لا أساس لها ولا عمق فيها، أو كما يقال هي حبر على ورق فقط .. والاستغراق في الأحلام معضلة أخرى شديدة الوقع على الكثير منا، وكما هو معروف فإنها ممارسة لن تقدم ولن تؤخر، حيث إنها لن تضيف لك أي بعد حياتي جديد ولن تجعل في حياتك زخماً جديداً ولا فاعلية وتميزاً، عدم منح الأولويات ما تستحقه من عناية واهتمام وتفضيل تلك الهوامش عليها يسبب ضرراً آنياً ومستقبلياً، فلنحذر ونراجع حساباتنا. f.mazroui@alroeya.com

أخبار ذات صلة