سرق كيليان مبابي الأضواء خلال المباراة التي جمعت المنتخب الفرنسي لكرة القدم أمام نظيره الأرجنتيني في دور الستة عشر من المونديال، وحصل أنطوان غريزمان على لقب أفضل لاعب في المباراة أمام أوروغواي في دور الثمانية. هل حان دور أوليفييه جيرو للحصول على لقب أفضل لاعب في المباراة أمام المنتخب البلجيكي في الدور قبل النهائي؟ ولم يضع جيرو بصمته بتسجيل هدفاً للمنتخب الفرنسي، خلال مشواره نحو الدور قبل النهائي، ولكن ما زال جيرو يقود هجوم المنتخب الفرنسي في روسيا. وتساءل بعضهم لماذا فضّل المدرب ديديه ديشان بقاءه في الفريق في المقام الأول، وعدم استدعائه للاعبين أمثال أنتوني مارسيال وألكسندر لاكازيتي والمغضوب عليه كريم بنزيمه. ومع ذلك، تظل مساهمة جيرو مهمة للفريق باعتباره نقطة محورية في اللعب الهجومي. ويتطلع جيرو لتسجيل هدف ليضع نفسه أمام الفرنسي العظيم زين الدين زيدان في قائمة أفضل الهدافين للمنتخب الفرنسي. ويحتل جيرو المركز الرابع مناصفة مع زيدان، حيث سجل 31 هدفاً في 79 مباراة، خلف تيري هنري (51 هدفاً) وميشيل بلاتيني (41 هدفاً) وديفيد تريزيغيه (34 هدفاً)، ويأتي خلف جيرو لاعبون أمثال جاست فونتين وجان بيير بابان ويوري دجوركاييف. ولم يشارك جيرو أساسياً في المباراة الافتتاحية للمنتخب الفرنسي، في البطولة الحالية، التي فاز بها (2 ـ 1) على أستراليا، ولكنه شارك في الدقيقة 70 بدلاً من جريزمان. وفضّل ديشان الاعتماد على سرعة الثنائي عثمان ديمبلي ومبابي في الوسط خلال المباراة الأولى. وقام المدرب بتغيير رأيه في المباراة الثانية أمام بيرو، وقال عن جيرو «فقط عندما لا يكون موجوداً ندرك مدى فائدته». وكانت تسديدة جيرو التي مهدت لمبابي تسجيل الهدف الذي ضمن لفرنسا مقعداً في الأدوار الإقصائية. ومنذ هذه المباراة استمر جيرو في اللعب طوال المباريات التالية، في المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي مع الدنمارك، والفوز على المنتخب الأرجنتيني (4 ـ 3) والتغلب على أوروغواي (2 ـ 0) في دور الثمانية. وقال ديشان «ربما لا يملك أسلوباً متوهجاً مثل لاعبين آخرين، ولكن الفريق يحتاج إليه في كل مباراة حتى لو لم يسجل». وأضاف «إنه مفيد في الهجوم، ولكن أيضاً في الألعاب الهوائية وفي الدفاع، يفعل أشياء كثيرة ليكون الفريق متوازناً». وتابع «يستفيد اللاعبون الآخرون من وجوده لأنه يجذب اهتمام المدافعين». ويعتبر جيرو قوياً في الألعاب الهوائية، حيث يبلغ طوله 93. 1 متراً، ويمكنه أن يحتفظ بالكرة وله لمسة رائعة لجعل اللاعبين يدخلون في الهجمات. وتأمل فرنسا الآن أن يكون جيرو قد ادخر الأهداف لمباراة الدور قبل النهائي أمام المنتخب البلجيكي اليوم. وقال ديشان «صحيح أنه لم يسجل حتى الآن، ولكنني أعيدها، حتى الآن». وتابع «لو كان سجل قبل هذه المباراة كانت الأمور ستصبح جيدة لأن المهاجم يحب دائماً التسجيل، ولكن جيرو دائماً ما يكون كريماً للغاية ولا يتذمر عندما يتعلق الأمر للعمل الجاد». وتعلم ديشان، بوصفه قائداً للمنتخب الفرنسي الذي توج بمونديال 1998، كيفية تقدير المهاجم الذي يعمل بكد عندما شارك ستيفان جيفارش طوال البطولة ولم يسجل أي هدف. ولكن، جيفارش خاض 14 مباراة فقط مع المنتخب الفرنسي، وسجل هدفاً وحيداً، ولكن معدل أهداف جيرو في المباريات لا يختلف كثيراً عن الـ 51 هدفاً الذي سجلهم هنري في 123 مباراة، في مسيرته الدولية التي بدأت في 2011.
وعلى مستوى الأندية، ارتبط في الغالب مع فريق أرسنال بعد انضمامه إليه في 2012 قادماً من فريق مونبلييه. وكان الفرنسي أرسين فينغر، مدرب أرسنال السابق، من معجبي جيرو، الذي سجل 105 أهداف في 253 مع الفريق، ولكن بوصول لاكازيتي وبعده بيير إيمريك أوباميانغ انتقل جيرو لتشيلسي في يناير الماضي. والآن، مثل مهاجمي فرنسا الذين يسبقونه في قائمة هدافي المنتخب، يريد جيرو أن يتوج مسيرته بالفوز بكأس العالم. وكان هنري وتريزيغيه وزيدان أعضاء في الفريق الذي فاز بكأس العالم 1998، بينما كان بلاتيني قائداً للمنتخب الفرنسي الفائز بيورو 1984.
وبوجود ديشان، الفائز بوصفه لاعباً بمونديال 1998، يملك جيرو كل الدعم الذي يحتاج إليه.