كل يوم فنان .. رؤية بصرية لحماية الطبيعة من عنف البشرية
دمج 18 فناناً الصلصال والسيراميك والفخار بالألوان الزيتية والمائية فأبدعوا لوحات صامتة ومنحوتات صماء تجسّد أحوال شخوص من الطبقة الأرستقراطية يعلوهم التفاخر والتكبر والتباهي.
تحمل الأعمال ثيمات قصصية عدة وخطوطاً فنية متنوعة تروي عنف البشرية ضد الطبيعة، ومحاولات البعض طمس ملامح الغابات الخضراء، والزحف العمراني الذي أجهز على الجمال.
ويحتضن غاليري «لوري الشبيبي» للفن التشكيلي في دبي المعرض الجماعي تحت عنوان «كل يوم فنان»، ويستمر حتى مطلع سبتمبر المقبل، متضمناً 20 لوحة مصممة من خامات متعددة الوسائط.
يشارك في المعرض عدة فنانين منهم فرهاد أحرارنيا، كمروز آرام، زولت بودوني، نيك ديفرو، أمير فلاح، مونيكا جرابوشنيج، شيرين جرجس، رامين هريزادة، ركني هريزادة، هشام رحمانيان، بوران جينشي، محمد كاظم، أمير خوجسته، لاليه خوراميان، فيليب مولر، إدريس واداحي، ناثانييل راكوي، ومايكل سيلستورفر.
ويسرد المشاركون في أعمالهم تفاصيل متنوعة عبر وجوه أبطال يملؤها الغرور والكبرياء، وتحاصرها إطارات دائرية تحد من تعاليها وتفاخرها، بينما تعكس المجسمات الفخارية اليدوية قصصاً فانتازية صُنعت من السيراميك والصلصال المصبوغ المزركش بالإكسسوارات المذهبة، وهي رمزية تعبيرية لمجسمات شكلية لدمى الأطفال التي كانت تصنع منذ قرون.
وأبدع الفنان نيك ديفرو مجموعة لوحات أطلق عليها اسم «حقول»، استخدم فيها أشكالاً مجردة بخطوط مستطيلة، رامزاً إلى النمو البشري والتوازن المستقر للعالم اللامتناهي.
كما يتناول فكرة الوحدة والتعدد عبر رموز المعرفة والإيمان والحب والحق، إذ تتجاوز الأشكال الهندسية في اللوحة مظهرها الخارجي إلى معانٍ جوهرية توضح فكرة ومضمون العمل.
ويُظهر ديفرو في مجموعته حقول الزهور المصنوعة من المطاط الأسود المربع كخلفية للوحات، حيث دمجها بزهور منسوجة من الصوف الملون والمتشابكة مع الخيوط الذهبية لتشكل أيقونة فنية جميلة المشهد دقيقة التعبير.
كما تسلط أعمال أخرى مشاركة في المعرض الضوء على القدرات التي يمتلكها الفنانون في انتهاج المدارس السريالية والتكعيبية والمعاصرة.
أما التشكيلي هشام رحمانيان فيقدم عملين يروي عبرهما ملحمة الزحف العمراني على الطبيعة والغابات بألوان إيجابية، وتظهر في اللوحة الأولى مجموعة من القضبان الحديدية التي أغلقت الطرق أمام تمدد الطبيعة.
ويجسّد العمل الثاني وحشية الصيادين في القضاء على النباتات والحيوانات البرية، مستخدماً حقيبة حقيقية لصياد عُلّقت عليها حبال القنص التي تساعده في القضاء على مفردات الحياة البرية.