تحرير الحديدة على الأبواب، ومن السهل جداً على الشرعية بدعم من قوات التحالف استردادها من أيدي مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، لكن الصعوبة تكمن في أن المدينة لا تنطوي على هذه الجماعة من المقاتلين فقط، بل هناك الأسر والمدنيون الذين لا حول لهم ولا قوة، لذا كان لابد من إقناع الحوثيين بتسليم الحديدة دون معارك وقتال بين أحياء الحديدة وفي شوارعها. تبني هذه الخطوة النبيلة في المفاوضات تُحسب لقوات التحالف، في حال تسليم الحوثي المدينة بسلام، وكما اشترط الرئيس اليمني عبدربه منصور انسحاب المليشيات الحوثية الكامل منها.. المفاوضات باتت أشبه بمباراة لا يمكن توقع نتيجتها، فمع المبعوث الأممي مارتن غريفيث الذي تسلم هذه المهمة المضنية خلفاً لولد الشيخ أحمد، لن تستطيع أن تغمض عينيك، فهو ما بين عدن وصنعاء، يحاول أن ينجح فيما فشل فيه سلفه، على الرغم من أن المهمة تبدو الآن أسهل، لكن بالنظر لخلفيات الرجل والوظائف التي شغلها، والتي تصب في المنظمات الخيرية والإنسانية الخاصة بالطفولة، فإن نغمة الحوثي ومريديه ستعزف على الوتر الإنساني، وهذا ما حدث.. حيث أفادت بتقارير خادعة وكاذبة تحتوي على بيانات عن عدد الأطفال الذين راحوا ضحية النزاع المسلح، كل هذا لوقف مواصلة العمليات العسكرية التي شنتها قوات الشرعية في استردادها ميناء ومطار الحديدة. المبعوث الأممي مارتن غريفيث مازال حتى كتابة هذه المقال في رحلة بين صنعاء وعدن، التي لن تتنازل مطلقاً عن شرط التسليم الكامل، ولن تخضع لخزعبلات واتهامات يسوقها الحوثي الذي يغير رأيه، بحسب ما يصل إليه من سيده الذي يدعمه في إيران.. فيحاول المماطلة كفن تعلمه من ذلك السيد. فهل كان على غريفيث أن يطير بمفاوضاته ما بين عدن وطهران بدلاً من عدن وصنعاء؟!
a.alfowzan@alroeya.com