مع اقتراب ساعة الحسم والنصر النهائي في الحديدة، يتساءل الجميع.. هل أصبح السلام والأمن والاستقرار وشيكاً في اليمن الذي طالما كان «سعيداً»؟ فعلى امتداد مراحل الكفاح في اليمن، وما بين «عاصفة الحزم» ثم «إعادة الأمل» وصولاً إلى «النصر الذهبي»، التي يتم ترجمتها حالياً على أرض الواقع، يتطلع اليمنيون - الذين ذاقوا الأمرّين من مليشيا الحوثي الإرهابية ـ إلى بزوغ فجر جديد تنسج خيوطه باقتدار المقاومة، وجيشهم المدعوم من قوات التحالف العربي.
ولا يمكن لعين المراقب المنصف هنا أن تغض الطرف عن الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية - المدعومة بالمال والعتاد من نظام ولاية الفقيه في إيران- من انتهاكات وجرائم، حيث تحرص على انتهاج سياسة الأرض المحروقة، بعد أن تيقنت بأن هزيمتها باتت مؤكدة، وأن دحرها بات وشيكاً. وفي هذا السياق، يبرز الجانب المضيء والوجه المشرق لدولة الإمارات، في الوقوف إلى جانب الحق والشرعية في اليمن، فإلى جانب الدعم العسكري ودماء الشهداء التي امتزجت بدماء إخوانهم اليمنيين في ميادين الشرف والكرامة، يأتي العمل الإنساني الذي تقدم من خلاله ما يلزم للأشقاء في المناطق المحررة من إغاثات تدعم صمودهم لتجاوز الظروف التي يمرون بها، وما سببته المليشيات الإرهابية من آلام ونكبات وكوارث.
وإذا كانت الإمارات قد تقدمت الصفوف لتقديم الدعم العسكري والإنساني للأشقاء في اليمن، إلاّ أنها حرصت على أن تؤكد أن هذا الدعم إنما يستهدف التوصل إلى تسوية سلمية تنهي معاناة الشعب اليمني، ولن يتأتى ذلك إلاّ من خلال انسحاب مليشيا الحوثي الكامل والسلمي وغير المشروط من مدينة الحديدة ومينائها.
فتقارير الأمم المتحدة ومجموعات الإغاثة الدولية تتحدث كما قال الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، عن تعمد مليشيا الحوثي إحداث أزمة إنسانية، والعمل على تفاقم الأوضاع في الميناء والمدينة، حيث تعمل على منع إنزال المساعدات في ميناء الحديدة، وتدمير شبكات المياه والصرف الصحي، ووضع الألغام والعبوات الناسفة بشكل عشوائي، إلى جانب نشر القناصة والأسلحة الثقيلة وسط المناطق السكنية.
خلاصة القول.. الانتصارات التي تحققها كل يوم المقاومة اليمنية بدعم من قوات التحالف العربي، تؤكد أن نهاية المتمردين الحوثيين الموالين لطهران باتت وشيكة، وأن العد العكسي لاستعادة اليمن العربي من أيدي تلك الجماعة المارقة قد بدأ بالفعل.
h.jamal@alroeya.com