الطعام الزائد يتطور إلى شرَه مرضي
حذرت اختصاصية تغذية من إقدام أمهات على إجبار أبنائهن على تناول طبق الطعام كاملاً بحجة أن الطعام سيزيدهم قوة بدنية وذكاء، مشيرة إلى أن هذا السلوك نتيجته بدانة وطاقة سلبية. في حين عزت اختصاصية نفسية إصابة الأطفال بالشره المرضي في مراحل مبكرة إلى تعرضهم لاضطرابات نفسية نتيجة عدم الشعور بالاهتمام والأمان أو نتيجة التفكك الأسري.
وأوضحت اختصاصية التغذية عبير عبد الكريم أن إجبار الأطفال على إنهاء الطبق بعد الشعور بالشبع أو تشجيعه لتناول كميات أكبر من الطعام مهما كان نوعه خطأ شائع يزيد من خطر إصابته بالبدانة.
وقالت إن الطعام الزائد عن الحاجة نتيجته تثبيط طاقتهم واتساع في المعدة الأمر الذي يتطور إلى شره مرضي وسمنة مفرطة خصوصاً في مراحل نموهم الأولى.
وأفادت بأن تغير العادات الغذائية للأطفال أمر طبيعي وصحي مرتبط بالنمو ويزداد مع التغيرات الهرمونية التي ترافق الانتقال إلى مرحلة المراهقة.
ودعت الوالدين إلى متابعة مراحل نمو أطفالهما، استناداً للفحوص الدورية نصف السنوية والتي توضح معدلات الطول والوزن وتناسبهما دون تجاوز الحد المقبول.
ونصحت الأمهات بتحديد الوجبات الغذائية لأطفالهن وعدم تجاوز الكميات المعقولة بحسب العمر، وشددت على ضرورة الالتزام بنظام صحي متكامل لا يغفل أي من العناصر الغذائية الضرورية لنمو الأطفال.
وأضافت أن على الوالدين تفهم شعور الطفل بالشبع حين يعبر عن ذلك حسب عمره، والتي تكون إما بالكلام المباشر أو بالابتعاد عن المائدة أو حين يبدأ باللعب بدلاً من تناول الوجبة.
وشددت على ضرورة مراقبة نوع الوجبات الخفيفة التي يتناولها الطفل على مدار النهار، واستبدالها ببدائل طبيعية مغذية مثل العنب، الزبيب، التفاح وغيرها.
من جهتها حذرت الاختصاصية النفسية والمرشدة الاجتماعية للأطفال سحر خوري من الضغط على الطفل لتناول الطعام أو التوقف عن الأكل على حد سواء، لافتةً إلى أن كلا الحالتين تنقلب إلى عادات سيئة إما بالشره المرضي أو الامتناع عن الطعام.
ونوهت بأن تناول الطعام أو الامتناع عنه يعد أحد أساليب الأطفال في التعبير عن مشاعرهم والتي تترافق في الغالب مع عوامل أخرى مثل العزلة أو العصبية.
وعزت خوري أسباب إصابة الأطفال بالشره المرضي في مراحل مبكرة إلى تعرضهم لاضطرابات نفسية سببها عدم الشعور بالاهتمام والأمان.
ويميل الأطفال الذين يعيشون في عائلة مفككة أو تعاني فقدان أحد الوالدين إلى الإصابة بالشره المرضي والبدانة بحسب خوري تعويضاً لمشاعر الحنان والرعاية المفقودة.
ونبهت الاختصاصية من خطر الاستهزاء بمظهر الطفل من سمنة أو نحافة زائدة، الأمر الذي يزيد الحالة سوءاً وتعقيداً ولا يساعد البتة في ضبط سلوك الطفل الغذائي أو مساعدته.