السر الذي تدفنه في قاع صدرك ينمو شجرةً تمتد أغصانها إلى عينيك، ثم تثمر حروفاً تنساب زلةً من شفتيك، فيقطفها الناس لتناول أسرارك علانية، بينما تحاول يائساً دفنها مرة أخرى! يا لهذا الشعور الفظ والغليظ، والإحساس بالقيظ المُغيظ، وكأننا نملك روحاً واحدة في النهار، وأخرى مختلفة تماماً في الليل! فقد يحدث بين الصباح والمساء أن تتساقط أجزاء غير مرئية من الروح وتتلاشى شيئاً فشيئاً إلى أن تختفي كلياً بحلول الظلام، وهناك أشياء أخرى تتكاثر بجنون وتتراكم ببطء مهيب عند بزوغ الفجر، وهكذا حت نبلغ من العمر ألف عام، وكأن مُجمل المشاعر التي خالجت هذه الأعوام مجتمعةً، شعرنا بها في يوم واحد فقط!يكمن (سر النصيحة) في (نصيحة السر)، أي احلم كما تشاء، وإن كبرت كما لا تشاء، فالعمر لن يمنعك مما تشاء! ولا تتحاشى ذاتك فتهرب من ذاتك إلى ذاتك وبالتالي تهرب منك ذاتك إلى غير ذاتك؛ ولا تكبتها ولا تكبلها مهما جاءتك أسداً مفترساً، لئلا تتحول إلى ذئبٍ بلا قطيع، فالأسود قد تروض وتستأنس في المنازل، ولكن الذئاب لا تشارك في ألعاب السيرك إطلاقاً.بدون الإيمان لن نشعر بشيء، وبدون الأحلام لن نصل لشيء، وبدون الحب لن نكون أي شيء.e.alhashimi@alroeya.com