جاء السيناريو الأول الحالم كالتالي «انتقل شخص ما لجزيرة صغيرة هادئة، حاملاً طموحاً مهنياً كبيراً وهمة عالية. وبدأ بمنصب صغير ثم تطور مع مرور الأيام». هنا لا يسعنا سوى أن نصفق بحرارة لذلك المجتهد.ولو عدنا بضعة خطوات إلى الوراء لتكبر الزاوية التي ننظر للمشهد منها، سنضطر لأن نضيف على ذلك السيناريو بضعة كلمات فيصبح: «(وفد) شخص ما لجزيرة صغيرة هادئة تقع في صحرائنا الشاسعة، حاملاً طموحاً مهنياً كبيراً وهمةً عالية. وبدأ بمنصب صغير ثم تطور مع مرور الأيام». وهنا أيضاً سنشجع ذلك الشخص الشغوف بعمله.لكن بالرجوع بضعة خطوات إضافية إلى الوراء يكبر المشهد أكثر فأكثر، وتتضح ملامح أولئك الذين ارتبط مصيرهم المهني بهذا السيناريو فيكون المشهد كالتالي: «(وفد) شخص ما لجزيرة صغيرة هادئة تقع في صحرائنا الشاسعة، حاملاً طموحاً مهنياً كبيراً وهمة عالية. وبدأ بمنصب صغير ثم تطور مع مرور الأيام، فيما كان العديد من أبناء تلك الصحراء ينتظرون بدورهم فرصة مهنية مناسبة لينطلقوا بدورهم في مشوارهم المهني. فتحصن ذلك الشخص وراء أسوار شاهقة في تلك الجزيرة الصغيرة ووضع العراقيل أمام من يعملون معه من السكّان الأصليين لئلا يتقنوا مهنة يظن هو أنه الأجدر بها».وحينما لا يكون هذا السيناريو حالة فردية في مكان معين، بل عدوى تشمل عدداً كبيراً من المهن المفصلية في قطاعات متنوعة نضطر حينها لأن نعيد ترتيب الأوراق ليتحول السيناريو إلى آخر مختلف ينتج عنه مشهد بنتيجة ملائمة. يُبنى على قاعدة أن أبناء تلك الصحراء أيضاً قادرون على الوصول بعملهم لمستويات أبعد وأعظم فيما لو وضع الشخص المناسب في المكان المناسب.يقول جون ستاينبيك: «السلطة لا تُفسد أحداً. لكن الخوف يفعل ذلك. ربما الخوف من خسارة السلطة يفعل ذلك أيضاً».r.algebreen@alroeya.com