ريم الشامي

أسطورة المستقــــبل

استطاع نجم المنتخب الفرنسي الصاعد كيليان أمبابي خطف الأضواء من النجوم الكبار، واستحق عبارات الإطراء عندما أحرز هدفين ليقصي ليونيل ميسي ورفاقه ويصعد بالمنتخب الفرنسي إلى الدور ربع النهائي على حساب المنتخب الأرجنتيني في كأس العالم المنظم حالياً في روسيا. ويعتبر الفارق الذي صنعه في مباراة دور الـ 16 إنجازاً هائلاً بالنسبة للاعب احتفل قبل ثلاثة أعوام فقط باجتيازه امتحان مرحلة الثانوية في فرنسا. وفي أقل من عامين تمكن الفتى من حصد لقب الدوري الفرنسي مرتين، وأن يصبح لاعباً منتظماً مع المنتخب الفرنسي وفريق باريس سان جيرمان، والذي يتوقع أن يكمل صفقة التعاقد معه بعقد دائم الصيف الجاري مقابل 180 مليون يورو. انضباط يبدو أن المهاجم الذي يمثل العنوان الجديد لهجوم المنتخب الفرنسي لم يكن يميل إلى الإفراط في الاحتفال بالإنجازات الأولى، وفقاً لرئيس نادي بوندي «عندما توج مع المنتخب الفرنسي بلقب بطولة الأمم الأوروبية تحت سن الـ 19، قابلناه خارج الملعب وتفاجأنا بأنه لم يرغب في الذهاب للاحتفال في الخارج مع اللاعبين، لقد فضّل التوجه إلى المنزل». عن ذلك الموقف أوضح إيروشي «بالنسبة له فقد كان ذلك هدفاً حققه بأنه أصبح بطل أوروبا، وأراد بعد ذلك الالتفات إلى الهدف التالي المتمثل في العودة إلى موناكو، الانخراط مع الفريق وتحقيق الألقاب». وتابع، «أتذكر عندما توج موناكو بلقب الدوري كان إمبابي هو الوحيد وسط المحتفلين الذي لا يحمل هاتفاً في يده أثناء الاحتفالات، وبينما ذهب الجميع إلى حفلات في الخارج فقد توجه إلى المنزل للنوم». وختم رئيس النادي الذي شهد بزوغ موهبة إمبابي أن على المحترفين الشباب الاستفادة من الانضباط الشخصي والاحترافية التي يتميز بها نجم المنتخب الفرنسي، والذي يبرهن أن بلوغ الأهداف لا يأتي دون العمل بجد يوماً بعد الآخر. تفوق وقّع النجم الصاعد على عقد الانتقال إلى نادي موناكو وهو بعمر الـ 14 عاماً، وتشير التقارير إلى رفضه وقتها الانضمام إلى أندية كبرى من بينها أحد الأندية الفرنسية الكبرى، إضافة لأندية ريال مدريد، تشيلسي، مانشستر سيتي، ليفربول وبايرن ميونيخ. وشارك للمرة الأولى مع موناكو في الثاني من ديسمبر 2015 بديلاً، وكسر الرقم السابق للنجم تييري هنري أصغر لاعب يشارك مع الفريق الأول في نادي موناكو وهو بعمر الـ 16 عاماً و347 يوماً. وظهر إمبابي أحد أبرز نجوم بطولة أمم أوروبا 2016 تحت سن الـ 19 في ألمانيا، محرزاً خمسة أهداف من بينها هدفين في نصف النهائي، وكان الهداف في تلك البطولة هو يان كيفن أوغستين الذي غادر باريس سان جيرمان، أخيراً لينضم إلى فريق لايبزيغ في الدوري الألماني (بوندسليغا). وبالرغم من سرعة بلوغه مرحلة التألق على المستوى العالمي لم تخلُ مسيرة النجم الشاب من المصاعب، بحسب مدربه السابق ريكاردي «في أيامه الأولى في بوندي لم يواجه صعوبة، فقد كان متفوقاً كثيراً على الآخرين، لكن أعرف أنه واجه أياماً صعبة في عامه الأول في موناكو، فقد عمل مع مدرب لم يكن يحبه». وأردف، «اليوم لم يعد ذلك المدرب يعمل مع موناكو، بينما إمبابي يلعب في صفوف باريس سان جيرمان والمنتخب الفرنسي، لذا من الواضح أن المدرب هو المخطئ». بصمة أمضى النجم الشاب سنوات تكوين موهبته الأولى في فريق أي أس بوندي في إحدى ضواحي شمال شرق العاصمة باريس، ومنذ ذلك الوقت اكتسب النادي الصغير شهرة غير مسبوقة، كما بات يتهافت عليه الصغار الذين يريدون تتبع خطى المهاجم الفرنسي. ويمتلك نادي بوندي أحد الأنظمة المميزة في تطوير الشباب في الكرة الفرنسية، وحتى قبل ثلاثة أشهر كان ويلفريد والد أمبابي يعمل مديراً رياضياً في النادي ويرعى مجموعة من اللاعبين في مراحل من تحت سن الـ 10 إلى تحت الـ 17 عاماً، كما تولى عدداً من المهام المختلفة خلال فترة 25 عاماً قضاها مع النادي. «يمكننا القول إن أمبابي وُلد هنا في هذا النادي»، بهذه الكلمات اختصر رئيس نادي بوندي عثمان إيروشي علاقة إمبابي بالنادي، مضيفاً «كان موجوداً معنا في طفولته عندما كان والده لاعباً ومدرباً، دائماً ما كان يشكل حضوراً حتى وهو رضيع». وتابع «كان يجلس من حولنا ويتلاعب بالكرة وهو في سن عامين، يسمع ما نقوله من حديث قبل المباريات، لذا اعتقد أنه سمع رقماً قياسياً من جلسات الحديث قبل المباريات». وأشار إيروشي إلى الدور المهم الذي لعبه والد إمبابي في تشجيع وقيادة الشباب في نادي بوندي، «ظل والده مثالاً رائعاً في الاهتمام بالشباب في المنطقة، غادرنا قبل ثلاثة أشهر فقط لكن بصمته ستبقى إلى الأبد، لقد منحنا 25 عاماً من حياته، وكان لوالدته أيضاً تأثير مهم في تشجيع مسيرته الكروية، وهي التي شقت طريقها في مسيرة احترافية رائعة في كرة اليد».

أخبار ذات صلة