أكدت دراسة علمية أمريكية صادرة حديثاً أن أهالي شعب المايا اعتمدوا بذور النباتات و الفواكه عملة نقدية تداولوها فيما بينهم في الأغراض التجارية والمعاملات الاقتصادية.
ووفقاً لتقرير موقع ساينس ألرت الأسترالي، كشفت الدراسة أن هذه البذور كانت تستخدم بوصفها عملة لحضارة المايا القديمة في تبادل البضائع والخدمات بنفس الطريقة التي قد نستعمل بها العملات المعدنية أو الورقية اليوم.
واستوطن شعب المايا أمريكا الوسطى خلال الألفية الأولى بعد الميلاد، ولم يستخدم شعب المايا أبداً عملات معدنية، لكنهم تبادلوا أشياء مثل التبغ والذرة والملابس بواسطة المقايضة، واعتماد عدة أشكال للدفع من بينها اختيار نوع معين من البذور.
وفي الواقع، ربما يكون نقص العملة قد ساعد في التعجيل بسقوط هذه السلالة الأسطورية، وفقًا لما ذكرته عالمة الآثار الأمريكية جوان بارون من كلية بارد في نيو جيرسي، والتي أشرفت بشكل مباشر على هذه الدراسة.
وأكدت العالمة الأمريكية أن بذور الكاكاو كانت الأكثر شعبية في الاستعمال لدى شعب المايا، وكانت لها قيمتها الرمزية والمادية الكبيرة، حيث شهدت فترة مايا الكلاسيكية ما بين (250-900 م) استعمال حبوب الكاكاو في التبادل التجاري، والتي كانت في نهاية المطاف بمثابة عملات عالمية تجاوزت الحدود العرقية والجغرافية.
وبحلول وقت الاحتلال الإسباني في 1519، تم استخدام هذه المنتوجات لتسهيل البيع والشراء في الأسواق باعتبارها مدفوعات أجور العمال، لتضمحل لاحقاً ويتم تعويضها بالعملات النقدية المعروفة اليوم.
وتشير السجلات التاريخية والأثرية إلى أن الأوروبيين استخدموا حبوب الكاكاو لدفع أجور العمال في القرن الـ 16، حيث درست بارون الآثار الفنية لحضارة المايا في تلك الفترة بالإضافة إلى الأبحاث السابقة لمعرفة ما إذا كانت هذه الممارسة التجارية قد تم تأسيسها قبل ذلك الحين.
ووجدت الباحثة الكثير من صور حبوب الكاكاو في اللوحات الجدارية والأواني الخزفية والمنحوتات التي تعود إلى مرحلة ما قبل القرن الـ 18 والتي تؤرخ فعلاً لاعتماد البذور والحبوب عملة نقدية رائجة آنذاك.