تتبنى الكثير من المؤسسات شعارات يمكننا أن نطلق عليها أنها وهمية، أو أنها مسجلة ومسطرة على الجدران وفي المصاعد ومراكز خدمة العملاء ولكن حين يأتي الواقع يكون التصرف مختلفاً جداً، هذه المؤسسات تنطلق غالباً من العقلانية المتفشية والمترسخة في إداراته التي تفكر أنها على الطريق الصحيح إذا فكرت بالعقلانية وحدها، دون أن ترسخ الصدق والروح الحقيقية في فريق العمل الداخلي، كأن تدعي مؤسسة ما اهتمامها بالموظف وأنه الأهم وترسخ هذه الشعارات من خلال الرسائل الإلكترونية والنصية على هواتف الموظفين وينهدم كل ذلك مع أول ظرف في تعامل إنساني قد يستحقه الموظف لظروف قاهرة حتى وإن جاء هذا الظرف بعد سنوات من العطاء والوفاء والإخلاص فيتم هنا تحكيم القانون الصارم الذي لا يستثني حالة إنسانية من ذلك.إن ترسيخ الإيجابية يحتاج تطبيقاً حقيقياً وإلقاء الكلمات والشعارات الرنانة يحتاج روحاً صادقة من الإدارة يشعر بها الموظف قبل العميل وقبل ذلك يحتاج نية خالصة شفافة لا تحتاج تبريراً أو تفسيراً لأنها واضحة وضوح الشمس من خلال التعامل، كأن تفرض مؤسسة ما رسوماً إضافية ثم تحاول تبريرها من خلال الوسائل المختلفة أنها في الصالح بينما الصورة الصادقة وصلت قبل ذلك بكثير من خلال التعامل مع الموظف أولا ثم العميل، لا يمكن لمؤسسة أن تدعي تشجيعها للإبداع والعطاء أكثر إذا كانت هذه المؤسسة تحاسب الموظف وتعاقبه على دقيقة التأخير بالقانون وتنتظر منه العطاء بروح إيجابية وطاقة فائضة في ساعات العمل الإضافية والإبداع لأن هذه الموظف والعميل لا يملك إلا أن يعامل هذه المؤسسة بالمثل.t.salem@alroeya.comمهندس ومهتم بالتنمية الذاتية