دول التحالف بقياد السعودية والإمارات ليس لديها الرغبة في العمل العسكري أو استمراره، ولكنها في الوقت ذاته لن تسمح للحوثيين المدعومين من إيران بالسيطرة على اليمن، فلا بد من عودة الشرعية ووضع الأمور في نصابها السياسي من جديد ولن يكون هناك خيارات بديلة أمام الحوثيين سوى العودة إلى ما قبل الثورة على الشرعية، وتسليم المدن اليمنية بصفة قانونية إلى الحكومة الشرعية.السؤال المهم هنا يدور حول التعنت الكبير الذي يمارسه الحوثيين في إطالة الحرب وتعريض اليمن إلى ويلاتهم، فهذه الفئة المدعومة من إيران ليس لديها أي قيم أو أخلاقيات في الحرب، فلا يهمها ما سوف يحدث لليمن واليمنيين، فاليوم يثبت بما لا يدع مجالاً للشك في أن ويلات اليمن وأزماته تقف خلفها ميليشيات الحوثي التي كانت وما زالت تسعى أن تنتشر في كل المدن اليمنية لتكون بذلك ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران هي المتحكم الرئيس في هذا البلد العربي العريق.القاعدة التاريخية التي يعمل من خلالها التحالف العربي تؤكد أنه من المستحيل أن يجري تسليم اليمن خاصرة الجزيرة العرية إلى ميليشيات تتحكم بها طهران، لأن الهدف النهائي لمثل هذا العمل هو إيذاء الجزيرة العربية بجميع دولها التي تحيط بها، لذلك فليس هناك خيار أمام هذه القاعدة التاريخية إلا أن تستجيب ميليشيات الحوثي لها وتدرك أنها أمام عملية مستحيلة فلن تتوقف دول التحالف عن مساعدة الشرعية في اليمن، ولن تسمح لوجود إيراني على أراضي اليمن مهما كانت المعادلة السياسية التي تقترحها القوى الدولية أو الإقليمية.في سؤال آخر مهم أيضاً حول إمكانية مشاركة الحوثيين في عملية سياسية مقترحة، فمن الطبيعي أن هذه المشاركة لا بد أن تخضع لشروط مهمة تضمن لليمن وشعبه ألا يكون جزءً من عملية سياسية تديرها إيران، لذلك لا بد من القضاء على الحوثيين بشكلهم الحالي الذي يعتمد على إيران، وهذا يعني أن جيلاً جديداً من أبناء اليمن يمثلون طوائفه وتنوعه القبلي والسياسي، لا بد أن يلتفوا حول الحكومة الشرعية من أجل إطلاق عملية سياسية لإنقاذ اليمن، لأن دول التحالف تثبت بشكل يومي أنها ترغب في إنهاء الأزمة اليمنية من أجل البدء في عملية أمل تنموية تتكفل دول الخليج بإطلاقها على الأراضي اليمينة، ولكن ذلك لن يحدث قبل إنهائها والقضاء على كل من تسبب فيها، والقضاء على ميليشيات الشر التي تدمر الأرض والشعب اليمني.a.hamad@alroeya.com