التعليم عن بعد، فكرة لا تزال محل أخذ ورد في دولنا العربية. بل إنها قد تجعل الفرد في مكانة أقل حين يخطر الجهة التي يرغب في الانضمام إليها بأن شهادته جاءت نتيجة التعليم عن بعد. لا نزال نؤمن بمقاعد الدراسة، بالسبورة، بالأستاذ الذي يشرح، بالطلبة، بالمحيط الحقيقي لا الافتراضي. كل ذلك برغم أن فكرة التعليم عن بعد قد تخطت ما قد يشوبها من هواجس، هناك عشرات الآلاف من خريجي الجامعات والمعاهد الذين طوروا من مهاراتهم الفردية عبر التعليم الإلكتروني. لماذا؟ لأن بعضهم لا يملك تكاليف السفر والدراسة في الخارج، وآخرون لا يمتلكون الوقت الكافي للانضمام إلى صفوف الدراسة التقليدية، لكنهم قادرون على تخصيص أوقات متقطعة من أيامهم للمذاكرة وتقديم الامتحانات وإنجاز الفروض المنزلية والبحوث وغيرها. بل أكثر، لأن هناك من ينتمي إلى مؤسسات وجهات لا تؤمن بالتدريب والتطوير الوظيفي، ولا تموله، ولا تسمح لموظفيها باقتطاع أجزاء من أوقات عملهم لذلك. وهناك من تقف ظروفهم العائلية عائقاً عن إكمال دراستهم، وآخرون يخجلون لأسباب عديدة بينها كبر السن أو انخفاض مستوى الثقة بالنفس وغيرها الكثير. لماذا أعدد هذه الأسباب؟ لأنها جميعاً وأكثر قابلة للاختفاء والتلاشي أمام فكرة التعليم عن بعد.
أذكر في المرحلة الثانوية قبل أكثر من 15 عاماً، قامت عدد من الطالبات وكنت بينهن بتدشين منظومة إلكترونية للتعليم عن بعد، وهي متخصصة في تعليم اللغة الإنجليزية. ساهمت بشكل ملحوظ في تطوير مهارات الطالبات في المدرسة، وهذا يدل على وجود أثر للتعليم عن بعد.
a.almarzooq@alroeya.com