جاليات
يقول الشاعر الإنجليزي «وورد ثورث»: «موقف الإنسان من الحياة هو في الحقيقة مزيج من الإرادة والظروف الخارجية، إن بإمكانك أن تتدخل في تحديد مصيرك، وبإمكانك أن تغير ظروفك، وبإمكانك أن تحس بالحياة إحساساً جديداً غير الإحساس المفروض عليك».
من البديهي أن الإنسان العربي اليوم، لم يعد ذاك الإنسان المكلل بالبساطة، الذي يعيش في كنف خيمة صحراوية، وكان غداؤهم اليومي يكاد يكون معدوداً والأهم طازجاً وليس مجمداً كأطعمة اليوم، كما كانت الصناعات بكافة تنوعها القاصر تكاد لا تخلو من طابع محلي عربي، لكن اليوم سلال الجمعيات التعاونية تشهد بغير ذلك تماماً، إنها خليط من دول لربما شاهدناها فقط من خارطة العالم وإن حالفنا الحظ بزيارة بعضها، وأخرى لا تزال تكتفي بوقعها الجديد في ذاكرة أذاننا.
«الهوية» التي لا تعرف أين هي من هذا الانفتاح ويظل السؤال: إلى أين مسيري؟
هناك فئتان مهمتان تمثلان كيان هذا العالم هما: الفرد والمجتمع؛ هذان الثنائيان العلاقة بينهما وثيقة مهما تواكبت عليهما ظروف الحياة؛ فالأثر متوحد بينهما شئنا أم أبينا؛ فلا فرد دون ظل المجتمع، ولا مجتمع دون أساس الفرد.
وإذا ما كانت الحياة نصفين نصف متجلّد ونصف ملتهب؛ فإن «الفرد» المتصل بهذه الحياة يمكن تعريفه بإيجاز بليغ بأنه ذاك العضو الذي يتمتع بسمات إنسانية متباينة، قد يكون خاملاً أو نشيطاً في مجتمعه، لديه من المؤثرات ما يجعله قابلاً للانفتاح على الآخر، إما برغبة مطواعة منه في تطوير كيانه الطموح أو تقليداً أعمى، وكلا العاملين غاية الأهمية في عملية التأثير. مؤلفة ومدونة