زاوية: فقط أقول
علم قلبه الحاني علينا أننا مشتاقون إلى رؤيته، وأننا لفرط ما عوّدنا على رغد العيش محتاجون لأن يكون عيدنا هذا عيدين وافرين السعادة، وأدرك بحكمته الرشيدة أنّ قلوبنا الهامدة ترجو غوث مطر النظر إليه لتطمئن فتهتز وتربو وتنبت من كل زهرٍ بهيج، فخرج إلينا ببسمته، لوّح إلينا تلويح الأب الحنون الواله لأن يضمّ عياله تحت جناحه، وقال: هلمّ لقلوبكم التي تحبني وأحبها، هلمّ بها إليّ لتركن إلى سكينتها، ويهدأ بحر شوقها الثائر، قالها وكان ما أراد.
فيا الله كم مرحباً بك يا أبي، مرحباً بك يا سيدي، مرحباً بك يا قائدي ووليّ أمري، مرحباً بهذه النظرة الدافئة حبّاً وقرباً، مرحباً بصورتك المضيئة في أرواحنا قبل صفحة عيوننا المشتاقة، انتظرناك كثيراً، انتظرناك بشدّة، انتظرناك بحب يا سيدي، وآه لو تعلم كم اشتاقت لك هذه الأرض كذلك، وهواؤها، وأشجارها، وطيورها، معنا.
وآه لو تعلم يا حبيب شعبك، ما الذي يحدث في أرواحنا عندما تبث مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات صورتك في أخبارها، تكاد عيوننا تدمع يا سيدي، افتقدناك كثيراً، كما ينبغي لابنٍ أن يفتقد أباه المسافر لشهورٍ طويلة.
إنها عيدنا الآخر، عيدنا الثاني:
شوفتك عيدٍ يشكّلنا وجوده/ فرحةٍ أكبر من أوصاف الشعر
مرحباً بك يا سيدي، مرحباً بك يا حبيبنا، مرحباً بنا في عينيك، في نظرتك التي تملأنا طمأنينةً، مرحباً بصورتك التي تخبر الهواء بأنّ أصله عطرٌ يجب أن يعود إليه، ويخبر الحياة بأنّ أصلها الجمال والسعادة، مرحباً بك فرحةً نرجو الله تعالى أن يحفظها لنا، ويطيل في عمرها، مرحباً يا سيدي، «مرحباً» كبيرة، أكبر مما نشعر بها، وأعمق مما يمكن أن يعبر عنه الترحيب، وكما ينبغي لقدرك لدينا، وكبير امتناننا ليديك، ولقلبك، وكثير حبنا لك.
حفظك الله ورعاك وأتم عليك عافيتك، ومرحباً أبداً بنظرةٍ منك وإليك، سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
n.dhahri@alroeya.com