زاوية: 7x1
العيد موسم الفرح والتلاقي والسعادة التي تغمر الجميع بقبول شهر الصيام ولم شمل العائلة والأقارب والأحباب، موسم تهفو إليه الأرواح المتعبة العطشة لمناهل السرور ومنابع الابتهاج. عيد الفطر مناسبة حقيقية تقرّب البعيد وتهزم المسافات وتهدم جدار الخصومات وتسعد الآباء والأمهات والأجداد والجدات باجتماع الجميع بحبٍ وسعادة في أيامٍ قد تكون الأجمل والأقرب إلى قلوب الكثيرين من كل مناسبات العام.
خلال هذه الأيام تنهال علينا مئات الصور البلاستيكية الباهتة التي يعدها أصحابها كافية للتهنئة بالعيد ورافعة للعتب ودلائل على العلاقة الوثيقة والمودة الصادقة، بينما هي أقوى برهان على تفشي ظاهرة العلاقات البلاستيكية بين الناس، تلك العلاقات المصنوعة من مادة لا لون لها ولا طعم ولا تأثير، مجرد بطاقات باردة مسبقة الصنع ترسل للجميع بضغطة زر، فيستقبلون ويرسلون البطاقة نفسها عشرات المرات وربما لسنوات عدة! بدون أن يظهر مذاق العيد نهائياً. التهاني تكون حقيقية بين البشر من خلال التواصل البشري الحقيقي الذي يحمل الصوت ونبراته ومشاعره وانطباعاته ودلائله، من خلال الحديث البشري الحقيقي الذي يتجاذب أصحابه أطراف الحديث ويتفاعلون مع أخبارهم ومستجداتهم وأحوالهم، أن تكون حقيقياً بالعيد يعني أن تتعب نفسك في صياغة تهنئة خاصة بكل فرد من الأفراد الذين لهم مكانة عظيمة في قلبك، الناس يشعرون بالسعادة عندما يدركون أهميتهم وقيمتهم وأن هناك من لا يكتمل عيده من دونهم. s.alzarei@alroeya.com