انتشر في الآونة الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حملة هدفها نبذ العنصرية وتقبل الآخر، والمستهدفون في الحملة هم نجوم السوشيال ميديا، تحديداً «اليوتيوبرز»، وكل المطلوب من هذا النجم، أن يراسل جهة في الخارج، لتقوم بتحليل حمضه النووي، ليتعرف على أصوله العرقية، فالهجرات والتزاوج والتنقل، كلها أسباب لاختلاط عدة أعراق تمثل أصول كلٍّ منا، يمكن التعرف عليها من خلال هذا التحليل، وتشترط الحملة أن يعلن المشترك نتيجة التحليل عبر قناته، ويؤكد تقبله لنتائج التحليل أياً كانت.
وبالفعل قام المشاركون بتحليل الـ DNA، وتعرفوا على أصولهم وانتمائهم العرقية، وأعلنوها، والكثير منهم كان مندهشاً من النتيجة، إذ يتضح أن نسبة ما في المئة من أصله تعود للعرق الهندي، ونسبة أخرى لشمال أفريقيا، ونسبة للشرق الأوسط، والغريب أن جميعهم لديه نسبة 1، أو 2، أو3، في المئة أو أكثر أو أقل، من يهود فارس، أو يهود أوروبا، أو يهود القوقاز.. إلخ.
والجميع التزم بالشرط الذي يفيد بضرورة أن يتقبل هذه النتيجة، وأعلن ذلك للملأ، وهو ما يشيع بين الناس؛ سواء المشاركين من نجوم، أو جمهورهم المتابعين لهم، يشيع مبدأ نبذ العنصرية، وتقبل الآخر، وهو هدف إنساني نبيل، يدعم السلام، والشعور الإيجابي، ونشر الحب بين جميع الأعراق.
ولكن الملفت أن كل الأصول التي يُظهرها التقرير، تعود لإثنيات وأعراق، ما عدا اليهودية، لأنها معتقد ديني وليس عرقاً، والمعتقد هو فكر وليس دماً يسري في العروق، فالتقارير لم تذكر الهندوسية أو المجوسية ضمن النتيجة، بل استعملت عبارة عرق هندي، أو فارسي، وما شابه.
المعايير والمقاييس تختلف، فنحن لا نقيس الطول بالكيلو غرام، ولا نقيس الوزن بالسنتيمترات، وكذلك الأعراق، فهي تختلف كلياً عن العقائد والأديان.
إعلامية وناقدة اجتماعية
b.shaban@alroeya.com