حسين عبدالفتاح و منة عبدالرازق

زاوية: دفاتر

في مجلس رمضاني وأمام جموع الصحافيين ألقى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، محاضرة عن جذور اللغة العربية .. لا أبالغ عندما أقول ليس محاضراً عادياً، ولو تطيل محاضرته ساعات لا تمل .. إنك تسمع إلى مثقف يعي ما يقول بالرغم من انشغاله بأمور الحكم .. يحمل هم بناء الإنسان ثقافياً وفكرياً، لم يمر يوم إلا هو المنشط لكل فئات المجتمع، لم ينسَ يوماً أنه كان محاضراً في الجامعة، وفي هذه الأمسية الرمضانية أراد أن يعطي اللغة العربية بل الثقافة حقها من خلال محاضرته التي أدهش الجميع بمعلومات كانت غائبة عنا. بالرغم من الاطلاع والقراءة، وجدت نفسي جاهلة أمام هذه المعلومات عن اللغة العربية، وأن حركة الثقافة في شبه الجزيرة العربية هي مدينة (الرها) موطن الآراميين والأنباط، حيث أكد سموه أن الأنباط كانوا يراسلون أهلهم وجيرانهم عن طريق الشعر، عن حماسهم وشجاعتهم. كنت دائماً أتساءل عن الشعر الشعبي والشعر النبطي ولم أتلقّ جواباً قانعاً، ولكن بعد هذه المحاضرة أعتقد عرفت اليقين، عندما قال سموه إن كلمة شعر تعني الخبر والعلم وهي كلمة اشتقت لهذا التركيب من الأبيات. والشعر النبطي تعني جاءنا خبر وعلم نبطي .. والأنباط نقلوا تلك الصورة بالتقسيمات في الأوزان، وكذلك في البحور الشعرية، وهو ما شكل الأساس الذي يرجع إليه أصل الشعر النبطي الذي تكوّن في مكة والمناطق الأخرى. a.zarouni@alroeya.com

أخبار ذات صلة