رأيت في تويتر سلسلة تعليقات رائعة كتبها معماري عربي شاب عن طريقة بناء تسمى الأرض المدكوكة، وهي طريقة اهتم بها لأنها تناسب البيئة الصحراوية، الأرض التي نحفرها يمكن تحويلها إلى جدران قوية عازلة للحرارة وجميلة، مع ذلك لم أجد من يبني بهذه الطريقة إلا في صور على الشبكة، المهم هنا أن المعماري يكتب عنها في سلسلة تغريدات وهذا أمر رائع، معرفة الناس بهذه الفكرة قد تجعلهم يستخدمونها في يوم ما.
في الوقت نفسه رأيت من يحذر في تويتر من أن المحتوى فيه قد يضيع ما لم يوثق في مدونات أو مقاطع فيديو، وأوافقه على ذلك، هناك عدد من المتخصصين في مجالات مختلفة يحاولون نشر الوعي بمواضيع كثيرة، الصحة والرياضة، الأخبار الطبية، العلوم الحديثة وإلى آخر هذه التخصصات، لكن كثيراً من المحتوى الذي يكتبونه في تويتر يختفي بعد مدة، والزائر الجديد لن يدري عنه ما لم يبحث أو يعد إلى التغريدات القديمة.
هذه مشكلة قديمة متجددة، في الماضي كنت أحذر من أن المحتوى العربي الجيد في المنتديات العربية سيضيع بذهاب هذه المنتديات، وقد ذهب كثير منها بعد وصول الشبكات الاجتماعية وانتقال الناس إليها، والأمر يتكرر مع الشبكات الاجتماعية التي لم تصمم لأرشفة المحتوى، هي للمشاركة اللحظية وكل محتوى قديم يذهب بعيداً عن العين، وإن كان محفوظاً لكن الوصول له قد يكون صعباً.
المدونات من ناحية أخرى صممت لكي تعمل مع أرشيف ينظم زمنياً وبحسب المواضيع، يمكن تصفح هذا الأرشيف حسب الشهور أو الأقسام، ويمكن لصاحب المدونة أن يرتب المواضيع بطرق أخرى، المهم هنا أن الوصول لهذا المحتوى سهل وبسيط ومضمون ما دام أن صاحب المدونة لم يحذف المحتوى أو المدونة نفسها، وفي الشبكة اليوم الكثير من المدونات القديمة التي ما زالت تحتفظ بمحتوياتها منذ عشرة أو خمسة عشر عاماً، بالمقارنة: كم عمر محتويات الشبكات الاجتماعية؟
إحدى هذه الشبكات الاجتماعية يعيش فيها المحتوى مدة يوم فقط، ويفترض أن تستخدم لليوميات الشخصية والبسيطة، لكن هذا لم يمنع الكثير من استخدامها لبحث محتوى هادف وجيد، المشكلة أنه يضيع ومحدود بوقت محدد، لذلك طور مبرمج من الكويت برنامجاً لحفظ هذا المحتوى وبثه في مكان آخر.
إن كنت ممن يشارك بالمحتوى الهادف في الشبكات الاجتماعية، فهذه دعوى إلى حفظ وأرشفة هذا المحتوى بأي طريقة تناسبك، شخصياً أنصح باستخدام مدونة لأن المدونات سهلة الاستخدام ومجانية، المهم ألا تضيع جهودك في الشبكات الاجتماعية.
a.muhairi@alroeya.com