الوصوليون أو المصلحيون، هم ضرب من ضروب المرتزقة، وهو وصف مستخدم من قديم الزمان، وهؤلاء الوصوليون يختلفون في مصالحهم، ولكنهم يتفقون على مصلحة معينة، وهي الوصول إلى السلطوية بأي طريقة كانت، في مؤسسة أو قطاع أو نحوها، ولهذا كان الإخوانيون أفضل من يجيد فن الارتزاق والوصولية، ومن ذلك مغازلة جماعة الإخوان الإرهابية للغرب بطرح أنفسهم بديلاً عن الأنظمة في الدول العربية، ويصورون بأن جماعتهم هي الخيار الأفضل الذي يمكن أن تقبله الشعوب عموماً، لقدرتهم على احتواء الناس باسم الدين وتنفيذ سياسة الغرب، ولهذا ظهروا بمظهر الانفتاح في كل شيء، ولكنهم يبقون مجموعة منهم تضغط على الدولة في قضايا معينة، (ليس هذا موطن ذكرها) ومن طرق ارتزاقهم على الشعوب والحكام، خديعتهم بتغير الخطاب التكفيري، فبعد أن كانوا يكفرون الحاكم بغير ما أنزل الله بدأت لهجتهم تتغير بالاعتذار للحكومات الإخوانية التي تحكم بغير الشريعة، كما فعلوا مع محمد مرسي في مصر.بعد «الربيع العربي» استيقظت الحكومات والشعوب لخطر جماعة الإخوان، رأينا مجموعة منهم يؤلف الكتب والمقالات التي تتحدث عن خطر الجماعات والإرهاب والصحوة والسرورية والإخونج وغيرهم، والسؤال الذي يرد على هؤلاء المرتزقة الوصوليين: أين كنتم في زمن الثورات عندما كانت الفتن قائمة، وأين كنتم عندما دعا الإخوانيون وألبوا على الحكام وولاة الأمر؟وإليك عينة منهم: قام بتأليف كتاب أشغل القاصي والداني به، ويزعم أنه حورب بسبب مواجهة الإخوانيين، بينما نجده لم يذكر في كتابه أهم رموز الإخوانيين، لقرابته له، هل القرابة أهم من الوطن ؟ .. بل كان هو من أسباب تمكين الإخوانيين في جهة عمله.الارتزاق يا سادة .. هو القائم على تحصيل السلطوية بأي طريقة كانت ولو على حساب الوطن.إن هؤلاء الوصوليين أو ما يسمون بالمصلحجية يجيدون ارتداء أقنعة كثيرة، ويملكون الحقائب المملوءة بالحيل الخادعة، وإذا أردت أن تعرف عينة أخرى منهم فتأمل حال الحكومات والأنظمة التي سقطت وكيف كفرت الحاشية رب نعمتها، وتنكروا للجميل.بلا شك ستقع عينيك على حقيقة مؤلمة وماضٍ أغبر، كان كل أملهم تحقيق الرئاسة والسلطة، يكذبون، ويخادعون، وينافقون، كل حاكم حتى يسيطروا على محتوى قراره، وسلطان أملاكه.وأقسم بالله العظيم بين الركن والمقام أن هؤلاء الوصوليين هم أكبر خونة للأوطان.وفي الختام: لم أجد أحداً يجيد فن الارتزاق كما يجيده الإخوانيون.n.asaker@alroeya.comباحث في شؤون الجماعات الإسلامية