شهد الكلام
أحدثت الإمارات معجزة تنموية عالمية من خلال نهوضها من الصفر إلى أعلى المراتب خلال أربعة عقود ونيف من الزمن، بفضل حكمة قيادتها ورؤية مؤسسها المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحرصه على توظيف كل مقدرات الوطن وثرواته من أجل تأسيس أعظم تجربة تنموية شهدها العالم خلال القرن الـ 20، وما زالت مستمرة فصولها الإعجازية مع كل مطلع فجر، كثمرة للإخلاص لسياسة الشيخ زايد، والتي يسير عليها بكل حكمة وتصميم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ونتيجة لجهد وفكر القادة العظام، وفي مقدمتهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذين حملوا على عاتقهم بفكر واعٍ وبصيرة نافذة ورؤية ثاقبة، راية الصعود والنهوض، حتى زاحمت الإمارات أعرق دول العالم وأكثرها تقدماً ورقياً.
ليس هذا فحسب، بل إن المثل الذي قدمته الإمارات في مجال فلسفة الاقتصاد والتنمية جعل منها قدوة، حيث أيقنت الإمارات أنها جزء أصيل من هذا العالم، وأن أقصر الطرق للوصول إلى هذا العالم هي أن تجلبه إليها، وتصبح قبلة ووجهة مفضلة لرؤس الأموال والاستثمارات والشراكات التجارية، والمعاهدات الدولية التي تؤصل وتثبت الإمارات كفاعل حقيقي وكبير في حركة الاقتصاد العالمي، وكمكان مفضل لتنمية رؤوس الأموال، وإقامة الأعمال والمشاريع العملاقة. ففي زمن معجز أصبحت البنى التحتية بيئة حاضنة وجاذبة لرأس المال العالمي، ناهيك عن السياسات المنفتحة والمرنة لحكومة الإمارات، وتسعى إلى تطويرها باستمرار، بما يتناسب مع موقع الإمارات ومكانتها كقطب اقتصادي عالمي مؤثر.
ليس أدل على كل ما تقدم من تلك القرارات الحكيمة التي أطلقها مجلس الوزراء أخيراً، والتي استهدفت فتح آفاق أرحب أمام المستثمرين، وتعزيز وتمكين وجود الكفاءات المبدعة في الإمارات من المقيمين والوافدين. وهذا مؤشر إيجابي على أن تشاركية البناء والتنمية تقوم على مكونات المجتمع كافة، وأن الإمارات ستبقى بوابة مشرعة ومرحبة بكل ذي إبداع وفكر بناء.