1x7
«كان المراد إنشاء عالم مضياف يجمع بين الضوء والظل وبين التأمل والهدوء، ينتمي إلى بلد محدد بتاريخه وجغرافيته دون أن يكون تجسيداً سطحياً أو متكلفاً لتقاليد تؤدي إلى الملل. إنه مكان هادئ ومعقد في آنٍ معاً، وهو بذلك يكرس مفهوماً مختلفاً عن المتاحف المحيطة»، هذا ما قاله المصمم العالمي جان نوفيل، مصمم متحف اللوفر في أبوظبي، المستوحى من البيئة التراثية في الإمارات ومن ظلال أشجار النخيل في الواحات.
عندما يختار صرح ثقافي عالمي مسافر عبر الأزمان والأمكنة والثقافات والشعوب، أبوظبي مقرّاً ثانياً له، فهذه شهادة بأن هذه الأرض من الأعاجيب المعاصرة في التنوّع البشري وفسيفساء العقول والأفكار، ومن نماذج التعايش والتجانس والوئام الاجتماعي النادر.
عندما تتجوّل في أروقة هذا المعرض الفريد، تشعر بضجيج القصص المذهلة القادمة من الماضي السحيق، وبنبض الحياة في الأعمال الفنية الأصلية المعروضة والمتعطّشة للحديث معك عن خبايا تكوينها والأسباب الحقيقية لوجودها ورحلتها بين القارات وتناول مختلف أنواع الناس لها كلٌ حسب بصمة فكره وطريقة تشغيله لعقله.
إحدى الأفكار التي راودتني ضرورة وجود طريقة للمكوث فيه عدة أيام دون انقطاع، تفادياً لقطع الأحاديث التي بدأت مع بعض المنحوتات والأعمال الفنية البديعة التي أخبرتني هامسة: لا تصدّقي ما كُتِبَ وقَيلَ عني، فقط انظري إليّ جيداً وستنتزعين الحقيقة من بين عشرات الخرافات المنتشرة التي صدّقها الجهلة.
s.alzarei@alroeya.com