الصحوة أصبحت حديث المجالس والقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي والكتاب بمختلف شرائحهم وذلك بعد حديث ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز عنها، والذي كان حديث مقطع حق، وضع يده على الألم، ولا أريد الاسترسال في الثناء على الأمير المنقذ، فهو أكبر من أن أتحدث عنه في سطور، ولنعرف خطر الصحوة وأهمية علاج ما أفسدته، فلا بد لنا أن نعرف ما هي الصحوة.
فالصحوة مصطلح ديني تستخدمه الحركات المتأسلمة، لكسب الجماهير في المجتمعات الخليجية، على وجه الخصوص. وكانت بداية الصحوة 1979 وهي بداية حكم نظام الملالي في إيران والذي باركته جماعة الإخوان الإرهابية، ثم كان بعدها دخول جهيمان الحرم، ثم الجهاد الأفغاني (والذي كان يقف في وجه المشروع الروسي للوصول للمياه الدافئة).. إذا عرفت متى بدأت الصحوة، فمن الطبيعي أن يتبادر لك سؤال مهم وهو كيف انتشرت الصحوة؟ كان هناك عوامل ساعدت على انتشار الفكر الصحوي، فمن أهمها:
- ثقة الحكام بالمتأسلمين، الثقة المطلقة، حيث كانوا مستبعدين انتشار فكر ثوري، مما نتج عنه ضعف الرقابة الأمنية عليه. - تولي شخصيات من جماعة الإخوان الإرهابية مناصب حساسة في التعليم العام والعالي، والدعوة والإرشاد، والجمعيات الخيرية، أمثال: مناع القطاع ومحمد سرور ومحمد قطب ومحمد العبده وعدد كبير لا يمكن حصرهم في مقال.
- قربهم من صناع القرار ومتخذيه كان له الأثر الواضح على الولاة مما جعلنا نسمع الثناء على الصحوة من القيادات الحاكمة. كان للصحوة آثارها الوخيمة علينا في دول الخليج من خلال التوسع في لغة التكفير وانتشاره، والتشدد في الخطاب الديني، والتقليل من شأن ولاة الأمر وتزهيد المجتمع -لا سيما الشباب- في العلماء الراسخين، والذي ظهر جلياً أيام غزو العراق للكويت، وغيرها من الآثار. ولما كان الذي تبنى «الغفوة» هم جماعة الإخوان أهل المكر والخديعة، أصبحوا في حيرة بعد كشف الأمير محمد بن سلمان لهم، فتوجهوا بعد ذلك إلى مسارات:
الأول: انتقاد كلام الأمير جملة وتفصيلاً. الثاني: وهو الأخطر محاولة إيهام الناس أن الصحوة كانت متزامنة مع قيام الدولة السعودية، ولكنها انحرفت عن مسارها، وفي الغالب يتخلل ذلك الثناء على الرموز الصحوية.
سواء تكلمنا عن الآثار والأسباب والنشأة أو لم نتكلم، فالعلاج واحد وهو ما قاله الأمير محمد بن سلمان في أمرين: - نعود كما كنا.
- ندمر التطرف. بعدها نكون طبيعيين.
باحث في شؤون الجماعات الإسلامية
n.asaker@alroeya.com