جاليات
نجح الغزو التكنولوجي الذي نعيشه هذه الأيام، في دخوله إلى عقولنا وتفكيرنا دون استئذان، وبالتالي إلغاء جزئيّة الاستغراب أو تهويل أي مشهد أو ابتكار علمي غير مألوف.
وهذا ما حدث معي فعلاً عند قراءتي خبر حصول إحدى شركات التجزئة الأمريكية أخيراً على براءة اختراع لنحل آلي، مهمته تلقيح المحاصيل الزراعية المختلفة مثل النحل الطبيعي.
وذلك عبر امتلاك هذا النوع من النحل على أجهزة استشعار، وكاميرات تُستخدم فيها تقنيّة معالجة الصورة للتعرّف إلى الزهرة، والميسم، وحبات الطلع، ومن ثم حملها ونقلها إلى الأزهار الأخرى.
كذلك دخول الشركة مجال الزراعة من أوسع الأبواب، خصوصاً بعد إعلانها عن توصيل طلبات البقالة هذا العام إلى أكثر من 800 متجر لتصل إلى 40 في المئة من الأسر الأمريكية، إضافة إلى الاستفادة منها في الكشف عن الآفات الزراعيّة، ورصد صحة المحاصيل. وفي سياق متصل، ونتيجة لغوصي في تفاصيل هذا الموضوع وجدت أن هذا الاختراع لم يكن الأول من نوعه، لقيام بعض الباحثين سابقاً باختراع نحلة آلية، لحل أزمة انخفاض نحل العسل الذي يموت بمعدلات غير مسبوقة تحت مُسمى ظاهرة «اضطراب انهيار المستعمرة»، وذلك عن طريق صناعة أداة بحجم النحلة، لا يمكنها سوى الطيران والتحليق في الفضاء، وتحديداً في الأماكن المرتبطة بمصادر الطاقة الشمسية، والتي حدت من إمكاناتها وانتشارها.
تُرى.. هل سنشهد في المستقبل القريب نحلاً آلياً من نوع جديد يفوق بإمكاناته وحركته قدرة النحل الطبيعي، أم سيبقى نوعاً مساعداً في تمكين هذا القطاع وتفوقه؟