أمل نبيل ولمياء كنعان

البعض منا لا يدرك حقيقة أنه يعيش في عدة مسارات، بعضنا ينطلق في تلك المسارات بتنظيم عالي الجودة، والبعض ينطلق في مسارين أو ثلاثة تاركاً خطواته جامدةً عند خط الانطلاق في المسارات الأخرى، وهذه المسارات هي المسار الروحي، والمجتمعي، والأسري، والمالي، والعملي، والفكري، وأخيراً الصحي.وتعتمد المجالات السبعة الرئيسة على مبادئ حسابية، فبعضنا يستخدم الحساب في حياته والبعض الآخر يترك الأمور عشوائية، والمحصلة تكون كماً هائلاً من التخبط في حال تركت الأمور دون ترتيب وتنظيم. في الأسبوع الواحد لدينا مئة وثمانية وستون ساعة، خلالها تتم جميع الأعمال الأسبوعية بدءاً من النوم وانتهاء بالعمل والعودة إلى النوم. هذه الدورة المغلقة يجري فيها الكثير من الأحداث، بعضها مرغوب به، وبعضها الآخر غير مرغوب به. بعضها يتم التخطيط له بشكل جيد، وبعضها جاء نتيجة قرارات عشوائية، لننظر كم ساعة لدينا نستطيع التحكم بها ونستطيع من خلالها تغطية جميع المجالات.نحن البشر خلال الأسبوع الواحد ننام مدة اثنتين وأربعين ساعة أسبوعياً وهذا هو المتوسط، وأيضاً نعمل مدة ستة وخمسين ساعة، مما يعني أننا نقضي قرابة مئة ساعة بين النوم والعمل، وهما مجالان من مجالات الحياة السبعة الرئيسة، ونقضي أيضاً سبع ساعات أسبوعياً في تناول الطعام، وسبع ساعات أخرى في الصلاة، ونقضي ما يقارب عشرين ساعة أسبوعياً على الطرقات، والمحصلة أنه لدينا ما يقارب ثلاثين ساعة أسبوعية لبقية المجالات الأخرى. نحن أيضاً لا ننسى أنه يومياً نخرج بتخطيط ودون تخطيط لمدد زمنية تتراوح بين ثماني إلى عشر ساعات أسبوعياً، ما يعني أنه لدينا ما يقارب عشرين ساعة لتفعيل بقية المجالات.فلو قلنا إننا نقضي ساعة واحدة للرياضة كل يوم، فسيكون هناك سبع ساعات أسبوعياً للمجال الصحي، ولو قلنا إننا كعائلة نجتمع مدة ساعة يومياً، نناقش خلالها أمور الأسرة، فسيكون هناك سبع ساعات من الاجتماعات الأسرية، بقي لدينا ما يقارب أربع ساعات لمجالات الفكر والمال والمجتمع، ساعة للفكر أسبوعياً، هذا إن لم نكن ندرس، وساعة للحسابات المالية وتغطية المصاريف وحساب التوفير، وساعة للزيارات. من يقرأ معي هذا المقال سيكتشف مدى انتظامه في الحياة ومدى تخبطه، فنحن جميعاً بحاجة لتنمية هذه المجالات تنمية واعية.لا وعي البعض منا يجعله يجمع الثروة على حساب مجالات أخرى مهمة، نحن كبشر لا نستطيع أن نهتم بمجال ونترك الآخر، حياتنا لا يمكن أن ترتفع إلى مؤشر الجودة العالية ما لم تكن المجالات كلها في حالة تحفيز. من خلال تجربة شخصية أدرك أهمية كل مجال، وبخاصة المجالات الأسرية والمجتمعية والروحية والفكرية والصحية. صديقة لي تركت كل ذلك وانتهت حياتها وحيدة. نحن لا نريد أن تكون النهاية غير سعيدة، لابد لنا من تطوير كل المجالات، وإعادة الحسابات، فنحن نبني أمة، وبناء الأمة لن ينجح ما لم تكن مجالات الحياة تسير بشكل منتظم. فهل تدركون الآن أهمية مجالات الحياة.بناء الحياة الصحية الإيجابية يعتمد على تنمية مجالات الحياة، عندما تريد أن تبني أمة لابد لك من إدراك احتياجاتها، لابد لك من إدراك مكونها الأساسي، لابد أنكم الآن تدركون بوعي أهمية كل مجال، فضعوا أفكاركم حول كل مجال وأهميته.

أخبار ذات صلة