قال الدكتور نايف الغيث، كبير الاقتصاديين لدى بنك الرياض المدرج بسوق الأسهم السعودية، إن معدل خلق فرص العمل في القطاع غير المنتج للنفط بالمملكة شهد أقوى مستوياته فيما يقرب من خمس سنوات بنهاية ديسمبر الماضي.
وأرجع الغيث، ذلك النمو بفرص العمل إلى الإصلاحات الجارية التي تدعم القطاع الخاص في ظل رؤية 2030، بحسب تقرير صادر عن البنك اليوم الثلاثاء.
وأكد أنه لا تزال ظروف التشغيل مواتية وتتسم بنمو سريع في الأنشطة غير المنتجة للنفط بالمملكة، مشيراً إلى أن سوق العمل قوي مع وجود زخم بالوظائف والأجور ووصولهم لمستوى أكبر بكثير مما كان متصوراً.
وأوضح أن بيانات شهر ديسمبر الصادرة اليوم تشير إلى نمو مستمر بالقطاع الخاص غير النفطي وتفاؤل بشأن العام الجديد، وهو ما دفعهم للتوقع بنموه 4% في 2023.
وبين أن الزيادة في أسعار الفائدة قوبلت بالنمو السريع الذي من المتوقع أن يؤدي لزيادة الأسعار 9% بقطاع الخدمات، مما يشير إلى ضغوط تضخمية ناتجة عن الطلب، وهو ما يعكس أيضاً كلفة مستلزمات الإنتاج.
ورجح أن تنخفض الأسعار في العام المقبل في ظل التوقعات بهبوط الأسعار العالمية؛ بسبب ارتفاع معدل الفائدة وتعافي سلاسل التوريد.
انخفض مؤشر «بنك الرياض» لمديري المشتريات في السعودية المعدل موسمياً للاقتصاد بأكمله -الذي كان يُعرف سابقاً باسم مؤشر ستاندرد آند بورز جلوبال لمديري المشتريات في السعودية- إلى 56.9 نقطة في ديسمبر 2022.
وحسب تقرير البنك الصادر اليوم فإن هذه المستويات تعتبر أعلى بكثير من المستوى المحايد 50 نقطة، مما يشير إلى تحسن قوي في الأوضاع التجارية على مستوى القطاع غير المنتج للنفط.
وأوضح التقرير أن هذا الانتعاش يرجع إلى أسباب أساسية منها زيادة قوية أخرى في النشاط التجاري، رغم تراجع معدل النمو من مستوى شهر نوفمبر الذي كان الأعلى في 7 سنوات، مبيناً أن الشركات ربطت بشكل أساسي بين زيادة النشاط وارتفاع المبيعات وتحسن الطلب في السوق.
وأظهر المؤشر، أن الشركات السعودية قامت بزيادة أعداد الموظفين في شهر ديسمبر من أجل تعزيز كفاءة التشغيل، مشيراً إلى أن معدل خلق فرص العمل هو الأسرع في نحو 5 سنوات أي منذ يناير 2018.