بعد سريان موعد الحظر الغربي على واردات النفط الروسية، ووضع سقف لأسعاره عند 60 دولاراً للبرميل، أعرب عدد من الخبراء الروس عن توقعاتهم بارتفاع أسعار النفط لتزيد على 100 دولار للبرميل، بحسب تقرير نشرته صحيفة «إزفستيا» الروسية، اليوم الثلاثاء.
وأشار المحللون إلى أن روسيا قد تتجه من جانبها إلى وضع تشريعي يتضمن قيوداً على شركاتها المحلية، يمنعها من بيع النفط إلى الدول التي تدعم وضع سقف لسعر النفط الروسي، وهو الأمر الذي قد يؤثر ويقلل من الإمدادات إلى السوق العالمية.
كما لفت المحللون إلى سيناريو آخر يقوم على أن توجه روسيا شحنات نفطها إلى آسيا، وفي تلك الحالة، قد يستقر سعر النفط عند 85 دولاراً للبرميل.
وكان الحظر المفروض على واردات النفط الروسي المنقول بحراً إلى الاتحاد الأوروبي، قد دخل حيز التنفيذ يوم 5 ديسمبر الجاري، بالإضافة إلى وضع الدول الصناعية السبع سقفاً لسعر النفط الروسي عند 60 دولاراً للبرميل، بينما رد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قائلاً إن بلاده تستعد لإجراءات انتقامية.
وأكدت الصحيفة أنه إذا أصدرت موسكو تشريعاً يضع قيوداً على رفض تسليم النفط الروسي للدول التي تدعم فرض سقف لأسعار النفط الروسي، فعندئذ ستواجه شركات النفط الروسية غرامات أو عقوبات حال التجاوز، وهو ما سيحدث أيضاً للشركات الغربية إذا قامت بالتحايل وشراء النفط الروسي، بحسب المحللة البارزة في مؤسسة "Freedom Finance Global" ناتاليا ميلشاكوفا، والتي لفتت إلى أن الإمدادات إلى سوق النفط ستنخفض، وسترتفع الأسعار بشكل كبير.
ومن جانبه، قال ديمتري ذغوسيف، نائب رئيس جمعية الشريك الموثوق، التي تجمع بين منتجي وبائعي الطاقة، أن روسيا قد تتجه إلى زيادة شحنات نفطها إلى آسيا، وخاصة إلى كلٍّ من الهند والصين.
أما أرتيوم دييف رئيس قسم التحليلات في مؤسسة "AMarkets" فأشار إلى أن روسيا ستقوم من جانبها بإعادة توجيه شحنات نفطها التي كانت توجهها إلى الاتحاد الأوروبي، إلى أسواق أُخرى، ولهذا السبب، قامت روسيا بالفعل بشراء أكثر من 100 ناقلة، لنقل نفطها إلى الدول الآسيوية.
وتابع قائلاً: «من المرجح أن تظل أسعار النفط تتراوح ما بين 80-90 دولاراً للبرميل في الأشهر المقبلة، وربما كان من المتوقع انخفاض إنتاج النفط في روسيا بسبب القيود الغربية، ومن ناحية أُخرى، فهناك اتجاه نحو انخفاض الطلب على المواد الخام بسبب الركود العالمي»، مضيفاً: «إذا اتخذت روسيا خطوات انتقامية مثل رفض تزويد الدول غير الصديقة بالنفط، فقد يرتفع سعر النفط إلى 100 دولار للبرميل».
أما نائب المدير العام لمعهد الطاقة الوطني الروسي، ألكسندر فرولوف فقال «إن الوضع الحالي قد يكون مفيداً لروسيا نظراً لاتجاهها إلى دعم بناء السفن، والذي قد يوفر لها قدرات نقل نفطها، حيث كانت تسيطر الشركات الأجنبية على سوق نقل النفط».