في السنوات السابقة كانت الصين الملاذ الآمن لشركات صناعة السيارات الأوروبية والأمريكية وكانت المكان المضمون لتحقيق الأرباح الضخمة، ولكن يبدو أن الأمر اختلف مؤخراً، وسيختلف كثيراً المستقبل، هذا ما زعمته شركة وايمان، إحدى أكبر الشركات الاستشارية في الأمور الإدارية بالولايات المتحدة.
وكانت بداية التأكيد على أن الأمور في الصين اختلفت، إفلاس شركة جيب وخروج ستيلانتس من السوق رغم ما سبق وأعلنه رئيس الشركة الفرنسية أنه لا يمكن لأي شركة تحمل عدم التواجد في الصين حالياً، ما أثار أسئلة كثيرة حيال التغييرات التي طرأت وتسببت في هذا الانهيار.
وتقول دراسة من شركة وايمان عبر مستشارها ماركو سانتينو «لا أتوقع أن تكون ستيلانتس حالة منفردة، ربما يتعين على جميع شركات صناعة السيارات الغربية تقريباً مراجعة المنطق الصناعي لوجودها في الصين».
على الرغم من أن هناك بالتأكيد عناصر فريدة لإفلاس جيب، إلا أن بعض قوى السوق الأوسع قد تسبب قلق صانعي السيارات الغربيين. أحد العوامل الرئيسية هو أن معظم مصانع السيارات الأجنبية الرئيسية شهدت تقلصاً في الإنتاج في السنوات الخمس الماضية، فمثلاً جنرال موتورز وفورد وميتسوبيشي، جميعهم شهد انخفاضاً في الإنتاج بمعدل بين 30 إلى 50%، بعام عن 2022 عما كانت عليه الأمور عام 2017.
وتابع رئيس شركة Automobility، بيل روسو «في السنوات الخمس الماضية، تغيرت السوق (الصين) بشكل قاطع من الشركات الأجنبية التي لها الحق في الفوز لأنها أجنبية، إلى حيث يوجد مجال لعب أكثر تكافؤاً، لقد باتت الشركات الصينية تتمتع في الواقع بميزة الحركة المبكرة لأنها تبنت الكهربة بشكل أسرع مما كانت الشركات الأجنبية مستعدة لذلك».
قد يمنح هذا الاستعداد لصناعة السيارات الكهربائية، الآن، صانعي السيارات الصينيين ميزة في أماكن أخرى، فقد تساعدهم خبرتهم في مجال السيارات الكهربائية وميزاتهم عالية التقنية في جذب العملاء الأوروبيين الآن بعد أن حاولوا التوسع خارج قارتهم.
في النهاية، يشير كل هذا إلى أن السوق الصيني أصبح يمثل تحدياً متزايداً لصانعي السيارات الأوروبيين والأمريكيين واليابانيين والكوريين، الذين كانوا في السابق يتمتعون بوقت سهل نسبياً، والذي قال عنه التقرير: «تلك المميزات السابقة لم تعد كما كانت، ولن تستمر لمدة طويلة عموماً».