ربما وصل مؤشر الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته لهذا العام، نظراً للأدلة المتزايدة على تباطؤ التضخم وضعف سوق العمل بالولايات المتحدة، صاحبة أكبر اقتصاد بالعالم، وذلك بحسب مذكرات بحثية جديدة لبنكَي باركليز ودويتشه بنك.
وقال بنك باركليز البريطاني، في مذكرة بحثية، إن تحسن العرض والطلب على الطاقة في أوروبا بالإضافة إلى إعادة فتح توقعات الصين هي أسباب جيدة بما يكفي لخفض علاوة المخاطرة التي دعمت أداء مؤشر الدولار الأمريكي هذا العام.
وعدل بنك باركليز من توقعاته السابقة بأن يتراجع الدولار خلال الربع الرابع من هذا العام، في الربع الأول من عام 2023، ومنذ أواخر سبتمبر حتى الآن انخفض مؤشر الدولار بنحو 8%.
وقام البنك البريطاني برفع توقعاته حيال أداء اليورو أمام الدولار إلى 1.03 دولار لنهاية عام 2022 من تقديراته السابقة البالغة 0.97 دولار.
وقال باركليز: «تتمثل المخاطر الصعودية لليورو في إمدادات الغاز والنفط المحسنة بدرجة كافية بحيث لم تعد إمكانية النقص عامل خطر يحد من الإنتاج»، مضيفاً أن السلام أو وقف إطلاق النار في الحرب الروسية الأوكرانية سيكون بمثابة مزيد من تعزيز تلك النظرة لعملة الاتحاد الأوروبي.
من ناحية أخرى، يتوقع دويتشه بنك الألماني في مذكرة بحثية أن ينهي اليورو العام عند 1.05 دولار.
وأشار البنك الألماني إلى أنه لا يزال يتوقع سوقاً متقلبة للدولار مع وجود مشكلة رئيسية وهي تطور التضخم في الولايات المتحدة أو التباطؤ العام بزيادة الأسعار الإجمالية.
وكتب دويتشه: «لكي يبدأ اتجاه هبوطي كبير للدولار نحتاج إلى مزيد من الثقة في معدل التضخم في الولايات المتحدة، وبالتالي ستشهد توقعات الفائدة الأمريكية تراجعاً مستداماً»
ويقوم دويتشه بنك بتتبع شكل منحنى العائد في الولايات المتحدة لتحديد اتجاه الدولار.
وقال البنك الألماني إن منحنى العائد في الولايات المتحدة لمدة 5 سنوات إلى 30 عاماً يحتاج إلى الانحدار بقوة لبدء اتجاه هبوطي كبير للدولار.
يشار إلى أن الدولار الأمريكي حقق مكاسب قوية في وقت سابق من هذا العام بدعم رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لمعدلات الفائدة بوتيرة تتجاوز الاقتصادات الكبرى الأخرى.