حذر رئيس أكبر منتج مدرج للمعدن في العالم من أن الخطط العالمية لكهربة الاقتصادات، وخفض انبعاثات الكربون قد تتباطأ بسبب نقص النحاس.
وقال ريتشارد آدكرسون، الرئيس التنفيذي ورئيس مجموعة التعدين الأمريكية فريبورت ماكموران، إن زيادة الطلب العالمي على النحاس بسبب الانتشار السريع للسيارات الكهربائية والكهرباء المتجددة وخطوط الطاقة سيؤدي إلى نقص المعروض.
وقال «سيكون هناك نقص كبير للغاية في النحاس، وسيكون من الصعب للغاية تلبية التطلعات التي تم تحديدها».
ويعد النحاس أمراً ضرورياً لـ«تخضير» الاقتصاد نظراً لقدرته على توصيل الكهرباء، حيث يمكن للسيارة الكهربائية أن تستخدم ثلاثة أضعاف كمية النحاس في مقابل محرك الاحتراق، بينما تحتاج مشاريع الطاقة المتجددة إلى خمسة أضعاف حجم المعدن مثل محطات الغاز والفحم والطاقة النووية التقليدية.
وفي تقرير صدر الأسبوع الماضي، قالت شركة الاستشارات «وود ماكنزي» إن 9.7 مليون طن من الإمدادات السنوية يجب أن تأتي خلال العقد المقبل من مشاريع لم تتم الموافقة عليها بعد، حيث يبلغ حجم السوق حالياً 25 مليون طن سنوياً.
وكتب مؤلفو التقرير أنه: «حتى الآن، لم يتم التغلب على عجز بهذا الحجم»، وتوقعوا أن هناك حاجة إلى 23 مليار دولار من الاستثمار السنوي في المشاريع الجديدة، أي أكثر بثلثي المتوسط على مدى الثلاثين عاماً الماضية.
وقال ماكسيمو باتشيكو، رئيس شركة «كودلكو»، أكبر منتج للنحاس في العالم، لصحيفة فاينانشيال تايمز، إنه يتوقع عجزاً يراوح بين 6 و7 ملايين طن من النحاس خلال العقد المقبل.
وتكافح «كودلكو» للحفاظ على الإنتاج في مناجمها، حيث قال باتشيكو إنه لن يكون قادراً على استعادة مستويات الإنتاج في العام الماضي لمدة تصل إلى أربع سنوات.
ويقول المسؤولون التنفيذيون في قطاع التعدين إن تحدي العرض قد تفاقم بسبب الانكماش في الاقتصاد العالمي، الذي أدى إلى انخفاض أسعار النحاس.
وقال آدكرسون: «هذا الاضطراب الاقتصادي الحالي يزيد المشكلة سوءاً».
وتعمل مخزونات النحاس المرئية -والتي تشكل جزءاً صغيراً من المخزون المحتفظ بها، ولكنها تؤثر بشكل كبير على قرارات مديري المشتريات- عند مستويات منخفضة قياسياً، ما يؤدي إلى مخاطر تقلبات الأسعار.
وقال المسؤولون التنفيذيون في الصناعة إن تجنب الإمدادات الروسية أدى إلى اندفاع فوري في أوروبا، حيث كان المشترون على استعداد لدفع أقساط ضخمة أو توقيع صفقات طويلة الأجل لتأمين المواد.
ويقول منتجو النحاس إن مجموعة من العوامل من بينها عمليات التصاريح الحكومية الطويلة والمشروعات التي يكون الاستخراج فيها صعباً، تجعل تلبية نمو الطلب على المدى الطويل أمراً شبه مستحيل.
وأشار جوناثان برايس، الرئيس التنفيذي لشركة «موارد تيك»، التي تطور أحد أكبر مشاريع النحاس في العالم في تشيلي، في قمة التعيدن الأخيرة، إلى أن «المعادلة لا تضيف شيئاً» بين زيادة الطلب والعقبات أمام العرض الجديد.
ومع ذلك، فإن استجابة العرض من خلال زيادة الإنتاج من خردة النحاس يمكن أن تخفف بعض الضغط، وقال أدكرسون إن التقدم التكنولوجي غير المتوقع قد يؤدي أيضاً إلى فتح العرض.
وقال: «إذا تمسكنا فقط بتكنولوجيا اليوم ونظرنا إلى التحديات، فإن التطلعات تتخطى الواقع».