محمد عبدالرحمن

ينظّم العمال نزوحاً جماعياً في نهاية هذا الأسبوع من أكبر مصنع «آيفون» في العالم، وسط تفشي فيروس كورونا في مصنع «فوكسكون» في وسط الصين. ويعتبر المجمع الضخم في مدينة تشنغتشو، والذي يقول العمال إنَّه ينتج آيفون 14 من أبل، هو أحدث مركز تصنيع تعثّره سياسات الرئيس «شي جين بينغ» الصارمة لعدم انتشار كورونا.

وقال خمسة عُمّال تحدثوا إلى الفاينانشيال تايمز، إنَّ الوضع في المصنع تدهور تدريجياً مع استمرار انتشار كوفيد، مع انخفاض الإمدادات الغذائية والطبية واحتجاز العُمّال في غرف النوم للحجر الصحي - ما تسبب في فرار مئات الموظفين سيراً على الأقدام.

وقال عامل يبلغ من العمر 22 عاماً، ولُقّب شيا: «كانت الفوضى تامة في المصنع. لقد قفزنا سياجاً بلاستيكياً وسياجاً معدنياً للخروج من حرم المصنع».

ويقوم عشرات الآلاف من العمال عادةً بتجميع أجهزة آيفون معاً في المصنع، الذي تديره الشركة المصنعة المتعاقدة «فوكسكون»، قبل إرسال هواتف أبل الذكية للمستهلكين في جميع أنحاء العالم. وقام المصنع بشحن ما قيمته 32 مليار دولار من الإلكترونيات إلى الخارج، وكان ثالث أكبر مصدر للصين في عام 2019، وفقاً لمركز فكري مرتبط بوزارة التجارة في البلاد.

ويقع مصنع «فوكسكون» في مقاطعة هينان، أكثر المقاطعات الصينية اكتظاظاً بالسكان، ويجتذب منذ فترة طويلة العمال الشباب من القُرى في جميع أنحاء المنطقة، حيث يساعد المسؤولون المحليون في العثور على العمال وتوظيفهم.

أخبار ذات صلة

الأسهم العالمية تتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية
لوسيد تتجاوز هدفها وتنتج 7 آلاف سيارة كهربائية 2022

لكن السلطات المحلية كانت تسعى جاهدة يوم الأحد لتنظيم حافلات لإعادة هؤلاء العمال إلى منازلهم وإدخالهم في الحجر الصحي المركزي، بعد أن غمرت وسائل التواصل الاجتماعي الصينية مشاهد لعمال يسيرون على الطريق السريع بأكياس. وشهدت فاينانشيال تايمز تسجيل مئات العمال للمطالبة بركوب المنزل في مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال أحد العمال ولقبه شو، الذي هرب من المصنع في الثانية صباحاً يوم الأحد: «لن أعود أبداً إلى فوكسكون». «ليس لديهم الإنسانية هناك». كان هو وأربعة من أصدقائه على الطريق السريع، قد ساروا مسافة تزيد على 200 كيلومتر إلى منازلهم في مقاطعة شينان، خنان، على حدِّ قوله.

وأغلقت السلطات في تشنغتشو المدينة التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة جزئياً بعد اكتشاف العشرات من حالات الإصابة بفيروس كوفيد. وعلى عكس بقية العالم، تواصل الصين استخدام عمليات الإغلاق والحجر الصحي الصارمة والاختبارات الجماعية في محاولة للقضاء على فيروس كورونا.

وقال مسؤولو مدينة تشنغتشو في وقت متأخر من يوم الأحد، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، إنهم سيبدؤون «عودة الموظفين». وقال المنشور «فوكسكون» ستبذل قصارى جهدها لضمان عودة سلسة وآمنة إلى الوطن لجميع موظفي «فوكسكون».

كما نشرت المدينة رسالة من شركة فوكسكون، تتعهد فيها «بتحسين ظروف المعيشة والعمل» لأي موظف يرغب في البقاء.

وقال عمال إنّ المنطقة المحيطة بمصنع فوكسكون أُغلقت لأيام، مع إغلاق وسائل النقل العام وسدّ العديد من الطرق، وقالوا إنَّ شركة «فوكسكون» كانت تسيطر بشكل صارم على الحركة، واستخدمت اختبارات كورونا اليومية والحجر الصحي للعاملين المصابين بفيروس كورونا لمحاولة احتواء تفشي المرض مع الاستمرار في إنتاج آيفون.

وقال تساو تشيكيانغ، عامل خط التجميع في المصنع، «تمَّ أخذ زميلي في العمل للحجر الصحي. أختي الكُبرى محبوسة في غرفة سكنها، بيتي بعيد جداً عن الركض لذلك أنا عالق هنا».

وقال تساو إنّه حتى نهاية الأسبوع، استمر خط إنتاجه في إنتاج أجهزة آيفون، وتوقَّع أن يذهب إلى العمل في الصباح.