أكد الدكتور محمود محيي الدين، المدير التنفيذي للبنك الدولي رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر المناخ، أهمية إطلاق الاستثمارات في التكنولوجيا والبحث والتطوير، وضخ التمويل المناسب في المشروعات المشتركة التي ستعرض في قمة المناخ بشرم الشيخ (COP27)، وبث ثقافة التغيير والسلوك المختلف، من خلال وسائل الإعلام، من أجل تحقيق نهضة في مجال العمل المناخي، وربطها بفرص العمل، والتخفيف من المشكلات التي يواجهها الأفراد.
وكشف الدكتور محيي الدين -في تصريح خاص لوكالة أنباء الإمارات «وام» عقب مشاركته في إحدى جلسات الملتقى الاقتصادي ضمن احتفالية (الإمارات ومصر قلب واحد) التي تستضيفها القاهرة- عن أن قمة المناخ بشرم الشيخ (COP27) ستشهد الإعلان عن استثمارات كبيرة مشتركة في مجال العمل المناخي والتكيف مع الآثار الضارة بالمناخ، مشيراً إلى ما تقوم به مصر من استعدادات لاستضافة قمة مناخ ناجحة عبر استثمارها خلال السنوات السبع الماضية في تطوير البنى التحتية وإطلاق مشاريع متميزة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة إلى جانب الهيدروجين الأخضر الذي يحظى برعاية كبيرة من جانب فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية.
ونوه المدير التنفيذي للبنك الدولي رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر المناخ إلى توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة باستضافة الدورة الـ28 من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) في «مدينة إكسبو دبي» وهو موقع «إكسبو2020 دبي» الاستثنائي الذي استضافته الإمارات، وشكل وجهةً متميزةً جمعت العالم على أرض دولة الإمارات خلال ستة أشهر، وقال: بين شرم الشيخ ودبي هناك مجالات كبيرة في تبادل الرؤى والبناء.
ولفت الدكتور محيي الدين إلى اللقاء الذي جمعه بالدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا، المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، خلال أسبوع الاستدامة الذي عقد مؤخراً في نيويورك، وقال إنه لمس توافقاً في الآراء في مجال العمل المناخي؛ حيث قدم معاليه ورقة عمل حول التحول الآمن والعادل في مجالات الطاقة، وأهمية اجتهاد الدول في تأسيس مشاريع استثمارية جيدة في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة.
وأضاف أن مصر والإمارات تضربان مثالاً جيداً في هذا الأمر؛ حيث تحتضن مصر محطة طاقة شمسية تعتبر رابع أكبر محطة من نوعها على مستوى العالم في المقابل، وبالرغم من الإمارات دولة نفطية فهي تواصل إطلاق مشاريع الطاقة الجديدة والمتجددة والبديلة والمحطات النووية السلمية والطاقة الشمسية والتكنولوجيا المساندة للصناعة التي تقوم عليها هذه المشاريع.
وقال الدكتور محيي الدين: عندما نسعى لإيجاد طاقة مختلفة لا بد من ضخ استثمارات كبيرة تؤمن الكفاءة في استخدام الأمثل، وضرورة حصول المواطنين في كل مكان على الطاقة بسعر عادل؛ مشيراً إلى أن هناك 600 مليون إنسان في أفريقيا لا يحصلون على الكهرباء ما يدفعنا لضخ المزيد من الاستثمارات في مشاريع الطاقة الجديدة والمتجددة وفي مجالات التكيف في العمل المناخي بمعنى التعامل مع الأضرار الناجمة عن تدهور أوضاع المناخ.
ونوه المدير التنفيذي للبنك الدولي رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر المناخ في هذا الصدد إلى الفكرة التي أطلقها خبراء الإمارات من خلال عنصر الطاقة الأخضر الجديد المتمثل في التوسع في زراعة (المانغروف) لتخفيض الأثر السلبي للانبعاثات الكربونية.
وحول احتفالية (الإمارات ومصر قلب واحد)، قال الدكتور محيي الدين لـ«وام» إن العلاقات الوطيدة التي تجمع مصر والإمارات هي علاقة نموذجية كما وصفها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وهي علاقة تُحتذى كما أكد عليها معالي أحمد أبوالغيط أمين عام جامعة الدول العربية، حيث أوصى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» بالاهتمام بمصر؛ حيث نفذت الأجيال المتعاقبة الوصية لتبدأ مسيرة العلاقات الإنسانية، ثم توسعت استثمارياً واقتصادياً وتجارياً، فيما خرجت العقول النبيهة المبتكرة والسواعد المصرية لمشاركة إخوانهم الإماراتيين في بناء دولة الإمارات وتطويرها.
"