أسواق السلع على موعد حاسم عالمياً هذا الأسبوع
تدخل أسواق السلع مرحلة حاسمة هذا الأسبوع مع تسارع إصدار نتائج الأعمال وتعزيز الشركات الأوروبية الاستجابة لأزمة الطاقة، واجتماع النخبة السياسية في الصين في قمة تعقد مرتين كل عقد.
ومن بين الشركات التي ستؤثر نتائجها على الأسواق الجامحة العام الجاري شركة إنتاج الألمنيوم «ألكوا»، وعملاقة حقول النفط «شلمبرجير»، وأما بالنسبة إلى مواد البطاريات؛ فستكون شركة إيلون ماسك «تسلا» من أهم النتائج.
وتعلن شركة «ألكوا»، أكبر شركة لصناعة الألمنيوم في الولايات المتحدة، عن أرباحها بعد إغلاق التداول يوم الأربعاء، وسيترقب المستثمرون المزيد من الرؤى بعد النظرة المتشائمة جداً التي قدمتها الشركة الشهر الماضي عندما حذرت الشركة المنتجة من تعرض أرباحها للضغط بسبب الكلف «المرتفعة للغاية» وانخفاض أسعار الألمنيوم، بحسب وكالة بلومبيرغ.
ومنذ ذلك الحين، ظهرت مشكلة أخرى تتمثل في احتمال حدوث اضطراب جديد في الإمدادات، إذ بدأت بورصة لندن للمعادن محادثات مع العملاء في جميع أنحاء العالم حول ما إذا كان ينبغي عليها حظر تسليم المعادن الروسية إلى مستودعاتها.
ومؤخراً، ذكرت «بلومبيرغ نيوز» أنَّ حكومة «بايدن» كانت تدرس فرض حظر على جميع واردات الألمنيوم الروسي، وقد تكون مثل هذه الخطوة إيجابية بالنسبة لشركة «ألكوا» والمنتجين الأمريكيين الآخرين الذين يمكن أن يعوضوا الإمدادات للمستهلكين في الولايات المتحدة، وتشمل نتائج أعمال شركات المعادن الأخرى المقرر صدورها الأسبوع المقبل شركة «فريبورت ماكموران» لتعدين النحاس، وشركة «زيجين مينينغ غروب كو ليمتد» الصينية.
وقد تحصل أسواق النفط والغاز الطبيعي العالمية على إشارة جديدة حول الاتجاه، إذ ستعلن شركتان من أكبر مقاولي خدمات الطاقة في العالم عن أرباحهما الأسبوع المقبل، وعندما تعلن «بيكر هيوز» عن أرباح حقول النفط يوم الأربعاء، سيبحث المستثمرون عن أحدث التطورات في إمدادات الغاز الطبيعي المسال في الوقت الذي تتدافع فيه أوروبا لتأمين وقود التدفئة ووقود محطات الكهرباء، وسط حرب روسيا مع أوكرانيا.
ستعلن شركة «شلمبرجير»، المزود العالمي الأول لخدمات النفط، عن أرباحها يوم الجمعة المقبل، وستقدم أحدث وجهات نظرها حول كيفية تأثير أزمات سلسلة التوريد والكلف المتضخمة على العملاء وحول الأماكن التي يخطط المستكشفون تعزيز إمدادات الهيدروكربون بها العام المقبل.
وتخضع صادرات فول الصويا الأمريكية للتهديد، إذ خفّضت الأرجنتين، منافسة أمريكا فيما يخص البذور الزيتية، قيمة عملتها في محاولة لتعزيز صادراتها من الحبوب، في الوقت الذي كان المزارعون في أمريكا الشمالية يستعدون للحصاد، وما زاد الطين بلة أنَّ مستويات المياه على قناة التصدير الأمريكية الرئيسية لنهر المسيسيبي تنخفض بسبب الجفاف، ما يؤدي إلى إبطاء كمية الإمدادات المتدفقة إلى خليج المكسيك ورفع كلف الشحن إلى مستوى قياسي.
ومع تعرض الصادرات للتهديد وبدء تراكم الإمدادات من الحصاد؛ يتحول الانتباه إلى قطاع الطحن المحلي للبحث عن أي علامات على التحسن.
وسيراقب التجار لمعرفة ما إذا كانت الرابطة الوطنية لمعالجة البذور الزيتية، وهي مجموعة تجارية تمثل معظم شركات طحن فول الصويا الأمريكية، ستعلن عن زيادة أخرى على أساس سنوي في المعالجة لشهر سبتمبر، ومن المقرر صدور البيانات يوم الاثنين عندما ستقدم وزارة الزراعة الأميركية تحديثاً لحالة موسم حصاد الخريف أيضاً.
ومن المقرر أن يطرح قادة الاتحاد الأوروبي مقترحاتهم لمعالجة أزمة الطاقة في قمة بروكسل يوم الثلاثاء، كذلك ستقدم كبرى شركات التعدين في العالم، «ريو تينتو» و«بي إتش بي»، تحديثات ربع سنوية عن مستويات الإنتاج في يومي الثلاثاء والأربعاء، وهناك ضمن الأجندة أحدث أرقام طحن فول الصويا في الولايات المتحدة في وقت تتعرض فيه الصادرات للتهديد، فضلاً عن مؤتمر رئيسي للمعادن الثمينة أيضاً.
وبعد افتتاح المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني، بخطاب للرئيس شي جين بينغ وصف أفكاره حول اتجاه ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وقد تؤدي أي إشارات إلى سياسة «صفر كوفيد»، أو تخفيض نسب الديون أو الموازنة بين التنمية والأمن إلى توجيه مسار الأسعار مع افتتاح الأسواق اليوم الاثنين، كما ستصل أيضاً مجموعة جديدة من الأرقام الاقتصادية الصينية الأسبوع المقبل لإبراز ما قد يكون على المحك.
ويأتي ذلك في ظل تكهنات بأن يتخلى «شي» عن التزام الحزب الشيوعي طويل الأمد بالتنمية الاقتصادية كأولوية قصوى، وقد يُنظر إلى ذلك كإشارة إلى ما يعد نهاية بشكل ما لطفرة المواد الخام المستمرة في الدولة منذ عشرين عاماً، وكان سيصبح التباطؤ في الصين، على الأغلب، أكبر قصة في قطاع السلع العام الجاري لولا غزو روسيا لأوكرانيا، بينما ما تزال توقُّعات الطلب في الدولة عبر قطاعات الطاقة والمعادن والغذاء غير واضحة إلى حد كبير.
وبعد أسبوع تقريباً من خطاب «شي» الأول، سيُكشف عن تشكيلة الفريق الأعلى للحزب والتدقيق فيها بحثاً عن مزيد من القرائن حول الأولويات ومدى سلطة الرئيس، وقبل ذلك، ستصدر مجموعة كبيرة من البيانات، يوم الأربعاء، والتي ستوفر لمحة عن الوضع الحالي للاقتصاد، وتتضمن أرقام الربع الثالث كل شيء من نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى إنتاج الصلب والطاقة والاستثمار العقاري ومبيعات التجزئة.
تتجه كل الأنظار إلى جهود الاتحاد الأوروبي للمساعدة في تخفيف أزمة طاقة غير مسبوقة تهدد بدفع المنطقة إلى ركود، وستطرح المفوضية الأوروبية مقترحاتها يوم الثلاثاء بعد أسابيع من المناقشات، وما يزال هناك انقسام بين أعضاء الكتلة الـ27، لكن الوقت ينفد قبل الشتاء، وإذا سارت كل الأمور على ما يرام، ستضع المفوضية خطة لقادة الاتحاد الأوروبي لمناقشتها في قمتهم في يومي الجمعة والسبت. بعد ذلك؛ يمكن الموافقة على النسخة النهائية من قبل وزراء الطاقة في اجتماع طارئ في منتصف نوفمبر.
في الوقت الحالي، ما تزال الأسواق متوترة. وتراجعت أسعار الغاز الطبيعي القياسية من ذروتها، ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى زيادة المخزونات والواردات من الوقود المسال، لكنَّها ما تزال أعلى بخمس مرات تقريباً من المعتاد في نفس هذا الوقت من العام، وتقلصت الإمدادات الروسية إلى المنطقة في أعقاب العمليات العسكرية لأوكرانيا، وفي الأسابيع الماضية، دمرت سلسلة من الحوادث المشبوهة البنية التحتية في أوروبا، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنَّ أي بنية تحتية للطاقة في جميع أنحاء العالم معرضة للخطر بعد الانفجارات التي حدثت في خط أنابيب «نورد ستريم» الشهر الماضي.