أ ف ب

«بذل المزيد» لمكافحة التغير المناخي، ومساعدة الدول الفقيرة على مواجهته، تلك هي الدعوة التي صدرت فور بدء أعمال الاجتماع التحضيري، الاثنين، في كينشاسا؛ تمهيداً لمؤتمر المناخ السنوي «كوب27» المقرر في نوفمبر في مصر.

وحضر وزراء البيئة من نحو ستين دولة، واختصاصيون كبار إلى عاصمة جمهورية الكونغو الديموقراطية؛ للمشاركة على مدى يومين في هذا الاجتماع التحضيري لمؤتمر الأطراف الدولي للمناخ بدورته الـ27.

وستتناول المحادثات المواضيع التي تطرح عادة، مثل التكيّف والتخفيف من حدة مفاعيل التغير المناخي والتمويل و«الخسائر والأضرار»، كما ستجري لقاءات ثنائية عديدة بين الأوروبيين والأفارقة والآسيويين والأمريكيين الذين أرسلوا موفدهم الخاص للمناخ جون كيري.

ولا يعتبر هذا النوع من الاجتماعات إطاراً لمفاوضات رسمية؛ لكنه سيسمح باستعراض نقاط التقدم والعرقلة المرتقبة خلال مؤتمر كوب27 الذي سيعقد في شرم الشيخ بين 6 و18 نوفمبر.

أخبار ذات صلة

معرض دبي للطيران 2023 ينطلق الاثنين.. ماذا ننتظر؟
بريطانيا: حظر أدوات المائدة البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد اعتباراً من أكتوبر

ومع انعقاد الاجتماع التمهيدي ومؤتمر المناخ في القارة الأفريقية، تم التركيز منذ المداخلات الأولى على وجوب أن تساعد الدول الصناعية والملوِّثة دول الجنوب على مكافحة التغير المناخي.

وشدد رئيس وزراء جمهورية الكونغو الديموقراطية جان ميشال سما لوكوندي ووزيرته للبيئة إيف بازايبا في خطابي افتتاح الاجتماع على أن أفريقيا ليست «مسؤولة سوى عن 4% من الانبعاثات العالمية» للكربون، وعلى أنها «تحتجز منه أكثر مما تبعث».

الأكسجين والخبز

ولفتا إلى أن القارة ستجد على غرار كل المناطق النامية الأخرى صعوبة متزايدة في «الاختيار» ما بين مكافحة «الفقر المدقع الذي يقوضها»، و«الفاتورة الفادحة المترتبة للتكيّف مع التغير المناخي» ما لم توفر لها الدول الصناعية «بدائل تكنولوجية ومالية مناسبة».

وقالت إيف بازايبا «نحن بحاجة إلى الأكسجين، ونحن بحاجة أيضاً إلى الخبز».

وكانت الأسرة الدولية أكدت، مرة جديدة، خلال مؤتمر المناخ السابق في نوفمبر 2021 في غلاسكو هدف إبقاء الاحترار العالمي عند 1,5 درجة مئوية، مقارنة مع مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو الهدف الذي حددته «اتفاقية باريس» عام 2015، غير أنه بات مستحيلاً مع وصول الاحترار حالياً إلى نحو 1,2 درجة مئوية.

من جانبها، طالبت الدول الفقيرة العام الماضي بآلية خاصة تأخذ بالاعتبار «الخسائر والأضرار» الناجمة عن التغير المناخي، في حين أنها الأكثر عرضة لعواقبه.

ورفضت الدول الغنية التي تتسبب بصورة عامة بأكبر قدر من انبعاثات الغازات ذات مفعول الدفيئة، هذا الاقتراح ولم توافق سوى على إجراء «حوار» سنوي حتى 2024 «لمناقشة سبل تمويل النشاطات».

وصرح وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي تترأس بلاده مؤتمر كوب27 بأن كل المسائل المدرجة على جدول الأعمال «مهمة»، لكن «الصورة غير مطمئنة» في ما يتعلق بالتمويل.

«عدم الالتزام بالتعهدات»

وأقرت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد هي أيضاً بأنه لا بد من تحقيق «تقدم» في ما يتعلق بجميع النقاط على جدول الأعمال، ولا سيما حول مسألة «الخسائر والأضرار»، وذلك تحت شعار «التضامن الدولي» و«الثقة».

ونددت وزيرة البيئة الكونغولية بـ«ميل إلى التقليل من شأن عدم الالتزام بالتعهدات الدولية» مثل التعهد برفع المساعدة المخصصة للدول النامية للسماح لها بمكافحة التغير المناخي إلى مئة مليار دولار في السنة.

وتطرقت بازايبا إلى مسألة «حصول البلدان الحرجية على المساعدات المخصصة للمناخ» فلفتت إلى أن الشروط المطروحة من أجل ذلك تمثل «حواجز» حقيقية.

وتغتنم جمهورية الكونغو الديموقراطية تنظيمها الاجتماع التمهيدي لمؤتمر كوب27 لتطرح نفسها على أنها «البلد الحلّ».

فإلى امتلاكها احتياطات ضخمة من معادن أساسية للانتقال في مجال الطاقة مثل النحاس والكوبلت والليثيوم، تضم هذه الدولة الشاسعة من وسط أفريقيا نحو 155 مليون هكتار من الغابات الاستوائية، ما يجعل منها «رئة خضراء» حقيقية قادرة على امتصاص الكربون والمساهمة في مكافحة التغير المناخي.

غير أن الحكومة تدافع في المقابل عن حق البلد في استغلال نفطه وفق مشروع يواجه انتقادات شديدة من المنظمات المدافعة عن البيئة.

وأشار رئيس وزراء الكونغو الديموقراطية إلى أن بعض الدول الأوروبية «عادت إلى استخدام مصادر الطاقة الملوثة التي كانت حظّرتها» للتعويض عن تراجع موارد الطاقة جراء الحرب في أوكرانيا.

وقال إنه يجب تفادي «الوقوع في نهج اعتباطي، حيث تكون لبعض الدول حرية مواصلة انبعاثاتها لا بل زيادتها، ومنع دول أخرى من استغلال مواردها الطبيعية».

وتضمن حفل الافتتاح مشاركة من نحو 50 طفلاً أعلنوا «غاباتنا تموت بوتيرة جنونية، ونحن الأطفال أوائل الضحايا»، طالبين من المسؤولين الحاضرين «بذل المزيد» لترك عالم نظيف لهم يمكنهم تنفّس هوائه.